تغليق التعليق

سورة الصافات

          ░37▒ قوله في الصافات
          وقال مجاهد: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ:53] : من كل مكان، {وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ} [الصافات:8] : يرمون، {وَاصِبٌ}: دائم، {لَّازِبٍ}: لازم، {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}: يعني الجن، الكفار تقوله للشيطان، {غَوْلٌ}: وجع بطن، {يُنزَفُونَ}: لا تذهب عقولهم، {قَرِينٌ}: شيطان، {يُهْرَعُونَ}: كهيئة الهرولة، {يَزِفُّونَ}: النسلان في المشي، {وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن، قال الله: {وَلَقَدْعَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات:158] سَتُحْضَرُ للحساب، وقال ابن عباس: {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}: الملائكة، {صِرَاطِ الْجَحِيمِ} {سَوَاء الْجَحِيمِ}: وسط الجحيم، {لَشَوْبًا}: يخلط طعامهم ويساط بالحميم، {مَّدْحُورًا}: مطرودًا، {بَيْضٌ مَّكْنُونٌ}: اللؤلؤ المكنون، {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}: يذكر بخير، {يَسْتَسْخِرُونَ}: يسخرون، {بَعْلًا}: ربًّا، {الْأَسْبَابِ} [ص:10]: السَّماء. /
          أما أقوال مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ:53] : قولهم: هو ساحر، هو كاهن، بل هو ساحر.
          وبه في قوله: {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} [الصافات:11] قال: لازم.
          وبه في قوله: {إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات:28] قال: الكفار يقولونه للشياطين.
          وبه في قوله: {إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات:51] قال: شيطان.
          وفي قوله: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} [الصافات:70] قال: كهيئة الهرولة.
          وقال عبد بن حميد: حدَّثنا روح، عن شبل، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} [الصافات:94] قال: الوزيف النسلان.
          وبه عن مجاهد في قوله: {وَيُقْذَفُونَ} قال: يرمون {مِن كُلِّ جَانِبٍ} [الصافات:8]
          {دُحُورًا} [الصافات:9] قال: مطرودين(1) ، وباقي ذلك في (بدء الخلق).
          وأمَّا أقوال ابن عباس؛ فتقدمت في (بدء الخلق) إلا قوله: {بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} [الصافات:49] وما بعده.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا أبو صالح: حدَّثني معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} يقول: اللؤلؤ المكنون.
          وبه في قوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} [الصافات:78] يقول: لسان صدق للأنبياء كلهم.
          وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا الحسن بن محمَّد بن شيبة الواسطيُّ: حدَّثنا يزيد: حدَّثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّه أبصر رجلًا يسوق بقرة قال: فقال: من بعلُ هذه؟ قال: فدعاه، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: هي لغة: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} [الصافات:125] ؛ أي: ربًّا.
          ورواه إبراهيم الحربيُّ في «غريبه»، عن إسحاق بن إسماعيل، عن وكيع، عن شريك، ولفظه: عن ابن عباس: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} قال: ربًّا.
          وقال ابن جرير: حدثني علي: حدَّثنا عبد الله: حدَّثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} [ص:10] يقول: في السَّماء.


[1] في المخطوط: (مطرَّدين).