تغليق التعليق

سورة غافر

          ░40▒ قوله في غافر
          وقال مجاهد: {حم}: مجازها مجاز أوائل السور.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا منصور بن أبي مزاحم: حدَّثنا أبو سعيد المؤدِّب محمَّد بن مسلم بن أبي الوضَّاح، عن خصيف، عن مجاهد قال: فواتح السور كلُّها {ق} و {ص} و{حم} و{طسم} وغير ذلك هجاء مقطوع.
          وقال الطبريُّ: حدَّثنا المثنَّى بن إبراهيم: حدَّثنا إسحاق بن الحجَّاج، عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد قال: {الم} و{حم} و{المص} و{ص} فواتح افتتح بها. هذا الإسناد أصح من الذي قبله.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {إِلَى النَّجَاةِ}: الإيمان. {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ}: يعني: الوثن. {يُسْجَرُونَ}: توقد بهم النَّار. {تَمْرَحُونَ}: تبطرون، / وكان العلاء بن زياد يذكر النَّار، فقال رجل: لم تُقَنِّطِ الناس؟ فقال: وأنا أقدر أن أقنط الناس والله ╡ يقول: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ} [الزمر:53] ويقول: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}؟ [غافر:43]ولكنكم تحبون أن تُبَشَّرُوا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدًا مبشرًا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرًا بالنار من(1) عصاه.
          أما أقوال مجاهد؛ فقال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} [غافر:41] قال: إلى الإيمان بالله.
          وفي قوله: {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا} [غافر:43] قال: الأوثان.
          وبه في قوله: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} [غافر:72] قال: توقد بهم النَّار.
          وفي قوله: {بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر:75] قال: تبطرون وتأْشَرُون.
          وأمَّا قول العلاء بن زياد...


[1] في المطبوع: (لمن).