تغليق التعليق

سورة الفجر

          ░89▒ ومن أول الفجر إلى آخر القرآن
          قوله في الفجر: وقال مجاهد: {وَالْوَتْرِ}: الله. {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}: القديمة، والعماد: أهل عمود لا يقيمون. {سَوْطَ عَذَابٍ}: الذي عذبوا به. {أَكْلًا لَّمًّا} السَّف. و{جَمًّا}: الكثير.
          وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع، السَّماء شفع، والوتر: الله.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {إِرَمَ} [الفجر:7] قال: القديمة {ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: أهل عمودلا يقيمون.
          وبه في قوله: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر:13] قال: بما عذبوا.
          وفي قوله: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا} [الفجر:19] قال: اللمُّ: السَّفُّ، لفُّ كل شيء، {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر:20] قال: الكثير.
          وباقي أقوال مجاهد تقدمت.
          وقرأت على مريم بنت الأذرعيِّ: أخبركم يونس بن أبي إسحاق إجازة إن لم يكن سماعًا، أنبأنا علي بن الحسين شفاهًا، عن أبي جعفر العباسيِّ: أنَّ الحسن بن عبد الرَّحمن أخبره: أخبرنا أبو الحسن بن فراس: أخبرنا عبد الرَّحمن بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الله بن يزيد: أخبرنا جدي: حدَّثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد، في قول الله ╡: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] قال: الله الوتر، وآدم وحواء شفع، وسائر خلقه شفع.
          وقرأت على فاطمة بنت محمَّد بن عبد الهادي بالصالحية، عن يحيى بن سعد: أنَّ الحسن بن يحيى بن صباح أنبأه: أخبرنا عبد الله بن رفاعة: أخبرنا أبو الحسن الخلعيُّ: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمَّد بن الحاجُّ: حدَّثنا عثمان بن محمَّد السَّمرقَنديُّ: حدَّثنا محمَّد؛ يعني: ابن عبد الله بن عبد الحكم: حدَّثنا آدم: حدَّثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، في قول الله ╡: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] قال: كل شيء شفع، والله تبارك وتعالى هو الوتر.
          قوله فيه: وقال الحسن: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ} إذا أراد الله قبضها؛ اطمأنت إلى الله، واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله، و♦، فأمر [الله] أن تقبض(1) روحها وأدخله الله الجنة، وجعله من عباده الصالحين.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبو بدر عباد بن الوليد فيما كتب إليَّ: حدَّثنا حَبَّان هو ابن هلال: حدَّثنا الربيع بن عبد الله قال: سأل جعفر الحسن _وأنا شاهد_ عن قوله: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر:27] قال: إن الله إذا أراد قبض روح عبده المؤمن؛ اطمأنت النفس إلى الله، واطمأن الله إليها.


[1] في المطبوع: (بقبض)، وليس فيه: (أن).