تغليق التعليق

حم السجدة

          ░41▒ قوله في {حم} السجدة
          وقال طاووس عن ابن عباس: {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا}: أَعْطِيَا. {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} قال: أعطينا.
          قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا علي بن المبارك كتابة: حدَّثنا زيد بن المبارك: حدَّثنا محمَّد بن ثور، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاووس بهذا.
          قوله: وقال المنهال [هو] ابن عمرو عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ قال: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] وقال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات:27] {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء:42] {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] فقد كتموا في هذه الآية... الحديث بطوله.
          كذا وقع في كثير من الرِّوايات، ووقع في أصل سماعنا من طريق أبي ذرٍّ ومن طريق أبي الوقت أيضًا عقب هذا الحديث: قال أبو عبد الله _يعني البخاريَّ_: حدثنيه يوسف بن عدي: حدَّثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن المنهال بهذا، فهو على هذا موصول.
          وقد وصله أيضًا الحافظ أبو بكر البرقانيُّ في كتاب «المصافحة» قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان، حدثكم محمَّد بن إبراهيم، وهو البوشنجيُّ: حدَّثنا أبو يعقوب(1) يوسف بن عدي...؛ بتمامه، وقال بعده: قال لي محمَّد بن إبراهيم الأردستانيُّ: قال: شوهِدت(2) نسخة من كتاب «البخاري» على حاشيته: حدَّثناه محمَّد بن إبراهيم: حدَّثنا يوسف بن عدي؛ فالله أعلم.
          قال البرقانيُّ: ويُشبه أن يكون هذا من فعل من سمعه من البوشنجيِّ قال: ولم يخرِّج البخاريُّ ليوسف ولا لعبيد الله ولا لزيد مسندًا غيره.
          قلت: وقد وقع لي من وجه آخر؛ قرأته على أحمد بن بلغاق بصالحية دمشق، عن إسحاق بن يحيى الآمديِّ: أنَّ يوسف بن خليل الحافظ أخبره: أخبرنا محمَّد بن أبي زيد: أخبرنا محمود بن إسماعيل: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فاذشاه: أخبرنا أبو القاسم الطبرانيُّ: حدَّثنا أحمد بن رِشدين: حدَّثنا يوسف بن عدي إملاءً سنة ست وعشرين ومئتين: حدَّثنا عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال سعيد: جاءه رجل فقال: يا بن عباس؛ إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ، فقد وقع في صدري، فقال ابن عباس: تكذيب؟ فقال الرجل: ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف، قال ابن عباس: فهلمَّ ما وقع في نفسك، قال له الرجل: أسمعُ الله يقول: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] وقال في آية أخرى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات:27] . ..؛ فذكر الحديث بطوله.
          تابعه عبد الجبار بن عاصم، عن عبيد الله بن عمرو نحوه.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {مَمْنُونٍ} [فصلت:8] : محسوب. {أَقْوَاتَهَا}: أرزاقها. {فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا}: مما أمر به. {نَّحِسَاتٍ}: مشائيم. {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء}: قرناهم بهم. {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ}: عند الموت. {اهْتَزَّتْ}: بالنبات. {وَرَبَتْ}: ارتفعت. {مِّنْ أَكْمَامِهَا}: حين تطلع. {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}: أي بعملي أنا محقوق بهذا.
          قال الفريابيُّ: حدَّثنا ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [فصلت:8] قال: غير محسوب.
          وفي قوله: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت:10] قال: من المطر.
          وبه في قوله: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا} [فصلت:12] قال: ما أَمَرَ به أو أراده.
          وفي قوله: {نَّحِسَاتٍ} [فصلت:16] قال: مشائيم.
          وفي قوله: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء} [فصلت:25] : شياطين.
          وفي قوله: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} [فصلت:30] قال: عند الموت.
          وبه في قوله: {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ} [فصلت:39] : بالنبات.
          {وَرَبَتْ} [فصلت:39] قال: ارتفعت قبل أن تنبت.
          وقال ابن جرير: حدثني محمَّد بن عمرو: حدَّثنا أبو عاصم: حدَّثنا عيسى، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله: {مِّنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت:47] قال: حين تطلع.
          وبه في قوله: {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصلت:50] أي: بعملي أنا محقوق بهذا.
          قوله فيه: وقال مجاهد: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}: الوعيد.
          قال عبد: حدَّثنا أبو نعيم وقبيصة وأبو أحمد الزبيريُّ، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت:40] قال: هذا وعيد.
          قوله فيه: وقال ابن عباس: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34] : الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه؛ عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.
          أُنبِئْتُ عن محمَّد بن إسماعيل بن عمر: أنَّ علي بن أحمد أخبرهم، عن عبد الله بن عمر: أخبرنا أبو القاسم المستملي: أخبرنا أحمد بن الحسين: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس: حدَّثنا عثمان بن سعيد الدارميُّ: حدَّثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34] قال: أمر الله تعالى المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك؛ عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.
          رواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن أبي صالح.


[1] في المخطوط: (البوشنجي أبو يعقوبحدثنا).
[2] في المطبوع: (شاهدت).