التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة

          ░25▒ بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ المُثْلَةِ وَالمَصْبُورَةِ وَالمُجَثَّمَةِ.
          (المُثْلَةِ) بضم الميم، يُقَالُ: مثل بالحيوان يمثل مثلًا كقتل يقتل قتلًا إذا قطع أطرافه أو أنفه أو أذنه / ونحوه، والاسم: المثلة (1). قال في «النهاية»: (وَالمَصْبُورَةِ) هي أن يُمسِكَ بشيء من ذوات الروح حيًّا ثمَّ يُرمَى بشيء حتى يموت، وأصل الصبر الحبس، وكل من حبس شيئًا فقد صبره، ومنه يمين الصبر، وهي التي يُلزَمُ بها الإنسان، ويُقَالُ للرجل يُقدَّمُ فتُضرَبُ عنقه قُتِلَ صبرًا، يعني أُمسِكَ للموت، ويُقَالُ: صبر عند المصيبة يصبر صبرًا. وصبَّرته أنا حبسته، قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ}[الكهف:28] والصبر السحاب الأبيض لا يكاد يمطر.
          (وَالمُجَثَّمَةِ) هي التي تجثم، أي: تُمسَكُ وتُرمَى جاثمة، أي: ملتصقة بالأرض من أيِّ حيوان كان، إلا أنَّها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يتجثَّم بالأرض، أي: يلزمها ويلتصق بها. وقال الخطابي: المجثَّمة هي المصبورة بعينها، وقال: بين المجثَّمة والجاثمة (2) فرق، لأنَّ الجاثمة هي التي جثمتْ بنفسها فإذا صِيْدَتْ على تلك الحال لم يحرم، والمجثَّمة هي التي رُبِطَتْ وحُبِسَتْ قهرًا.


[1] في الأصل:((المثلثة)).
[2] في الأصل:((والحاكمة)).