التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش

          ░23▒ بَابُ مَا نَدَّ مِنَ البَهَائِمِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الوَحْشِي وَأَجَازَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أَعْجَزَكَ مِنَ البَهَائِمِ مِمَّا فِي يَدَيْكَ) أي: ممَّا كان لك، وفي تصرُّفك فتوحَّش وعجزت عن ذبحه المعهود فهو كالصيد، أي: في أيِّ مكان عقرته فيه فهو ذكاته، وكانت النُّصُب في الجاهلية ثلاثمائة وستُّون حجرًا عند الكعبة، كانوا يذبحون عندها لآلهتهم ولم يكن أصنامًا، وذلك أنَّ الأصنام كانت تماثيل وصورًا مصوَّرة، والنُّصُب كانت حجارة مجموعة، وكانت التماثيل داخل الكعبة، ولمَّا دخل النَّبيُّ صلعم مكَّة أبى أن يدخل البيت من أجل تلك التماثيل حتى أُخرِجَتْ، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل وفي أيديهما الأزلام يستقسمون بها، فقال ◙ : ((قَاتَلَهُم اللهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ)) ووجد حول الكعبة ستُّون وثلاثمائة نُصُب، وهذا ذكره البخاريُّ في موضعه.