التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب صيد القوس

          ░4▒ بَابُ صَيْدِ القَوْسِ.
          قوله: (وَقَالَ الأَعْمَشُ) يعني سليمان بن مهران أبو محمَّد الكاهلي (عَنْ زَيْدٍ قال: اسْتَعْصَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ آلِ عَبْدِ اللَّهِ حِمَارٌ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضْرِبُوهُ حَيْثُ مَا تَيَسَّرَ، دَعُوا مَا سَقَطَ مِنْهُ وَكُلُوهُ) (زَيْدٍ) هو ابن وهب الجهني، وعبد الله هو ابن مسعود، و(حِمَارٌ) أي: وحشي، و(دَعُوا) أي: اتركوا ما سقط منه وكلوا سائره.
          أثر الأعمش أخرجه أبو بكر عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن زيد بن وهب، ولفظه: سُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ رِجْلَ حِمَارِ وَحْشٍ فَقَطَعَهَا / فَقَالَ: دَعُوا مَا سَقَطَ وَكُلُوا مَا بَقِيَ. وحكاه أيضًا عن علي من حديث الحارث عنه وعن مجاهد، وحكاه ابن المنذر عن قتادة.
          قوله: (وَقَالَ الحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبَ صَيْدًا فَبَانَ مِنْهُ يَدٌ أَوْ رِجْلٌ لاَ يُؤكَلُ الَّذِي بَانَ مِنْهُ وَيُؤكَلُ سَائِرُهُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبْتَ عُنُقَهُ أَوْ وَسَطَهُ فَكُلْهُ) أثر الحسن أخرجه ابن أبي شيبة عن هشيم عن يونس عنه: فِي رَجُلٍ ضَرَبَ صَيْدًا فَأَبَانَ مِنْهُ يَدًا أَوْ رِجْلًا وَهُوَ حَيٌّ ثُمَّ مَاتَ: قَالَ: يأْكُلْهُ وَلَا يأْكُلْ مَا بَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ يَضْرِبَهُ فَيَقْطَعَهُ فَيَمُوتَ مِنْ سَاعَتِهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلْيَأْكُلْهُ كُلَّهُ.
          وحَدَّثَنَا وكيع عن الربيع عنه وعن عطاء قالا: إذَا ضَرَبَ الصَّيْدَ فَسَقَطَ مِنْهُ عُضْوٌ فَلا يَأْكُلْهُ، يعني: العضو. وحَدَّثَنَا أبو بكر ابن عيَّاش عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: إذا ضرب الرجل الصيد فبان عضو منه ترك ما سقط وأكل ما بقي.
          و(وَسَطَهُ) في قوله: (أَوْ وَسَطَهُ) بفتح السين. قال ابن فارس: ضربت وسط رأسه بالفتح، وجلست وسط القوم بالسكون، لأنَّه ظرف وللأول اسم، وكذا قال في «الصحاح»: وكل موضع يصلح فيه «بين» فبالسكون وَإلَّا فبالتحريك.