التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين

          2738- قوله صلعم : (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ) (مَا) في قوله: (مَا حَقُّ) ما فيه، و(لَهُ شَيْءٌ) صفة، و(يُوصِي فِيهِ) صفة للشيء و(بهِ) و(يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ) صفة ثالثة، والمستثنى خبر وقِيلَ: (لَيْلَتَيْنِ) تأكيد لا تجديد، يعني: لا ينبغي له أن يمضي عليه زمان وإن كان قليلًا إلا ووصيَّته مكتوبة عنده، وقال الطيِّبي: في تخصيص (لَيْلَتَيْنِ) تسامح في إرادة المبالغة، أي: لا ينبغي أن يبيت ليلة (1) وقد سامحناه في هذا المقدار، فلا ينبغي أن يتجاوز عنه.
          وفيه حثُّ على الوصية، والجمهور على أنَّها مندوبة وأوجبها الظاهرية، وقوله صلعم : (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ) كأنَّه على حذف (أن)، كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}[الروم:24]، ويجوز (أن لا) حذف ويكون (يَبِيتُ) صفة لـ(مُسْلِمٍ)، ومفعول (يَبِيتُ) محذوف، أي: مريضًا.
          قوله: وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : (وَصِيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ) هذا التعليق أسنده من بعد.
          قوله: (وقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}[البقرة:180] الآية) معنى (كُتِبَ): فرض أو قدر، والمعنى: إذا كنتم في حال تخافون منها الموت فأوصوا.
          قوله: (تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ) هو الطائفي، لم يخرج عنه إلا في المتابعة.


[1] كذا في الأصل.