تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب القصاص يوم القيامة

          ░48▒ (بابُ القِصاصِ يَومَ القِيامَةِ) أي بيانه مع كيفيته. (وَهِيَ) أي القيامة. (الحَقَّةُ وَالحاقَّةُ واحِدٌ) أي في المعنى. (وَالقارِعِةُ وَالغاشِيةُ وَالصَّاخَّةُ) عطف على (الحَقَّةُ) الأولى، وسُميت قارعةً لأنها تقرع القلوب بأهوالها، وغاشيةً لأنها تغشى الناس بإقراعها(1) أي تعمهم بذلك، وصاخَّةً لأن صخَّة القيامة مُصمَّة عن أمور الدنيا ومُسمعة لأمور الآخرة. (وَالتَّغابُنُ) أي في قوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9] (غَبنُ أَهلِ الجَنَّةِ أَهلَ النَّارِ) أي لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء، فالتغابن هنا من طرف واحد لعدم تأتيه من الطرفين كما في سافر(2).


[1] في (ح): ((بإفزاعها)).
[2] في المطبوع: ((في أف)).