تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب الرجاء مع الخوف

          ░19▒ (بابُ الرَّجَاءِ مَعَ الخَوفِ) أي بيان استحباب ذلك، فلا يقتصر على أحدهما إذ ربما يفضي الرجاء إلى المكر، والخوف إلى القنوط، وكل منهما مذموم، والمقصود من الرجاء أن من وقع / منه تقصير فليحسن ظنه بالله ويرجُ أن يمحو عنه ذنوبه(1)، ومن الخوف: أن من(2) وقع منه طاعة فليرجُ قبولها، و(الرَّجَاءُ) _بالمد_ تعليق القلب بمحبوبات(3) من جلب نفع أو دفع ضرر سيحصل في المستقبل، ويفارق التمني_وهو طلب ما لا طمع في وقوعه_ بأن التمني يصحبه الكسل ولا يَسلُك صاحبه طريق الجد في الطاعات(4)، والرجاء بعكسه. (وَقالَ سُفيانُ) أي ابن عيينة. ({وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة:68]) أي القرآن.
          ووجه مناسبة الآية للترجمة: أن الآية تدل على أن من لم يعمل بما تضمنه الكتاب لم تحصل(5) له النجاة ولا ينفعه رجاؤه بلا عمل.


[1] في (ع) و(د): ((ذنبه)).
[2] قوله: ((من)) ليس في (ع).
[3] في (ع) والمطبوع: ((بمحبوب)).
[4] في (ع): ((الطاعة)).
[5] في المطبوع: ((يحصل)).