تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب مثل الدنيا في الآخرة

          ░2▒ (بابُ مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ) (فِي) بمعنى إلى وهي متعلقة بمحذوف، و(مَثَلُ) مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: مثلُ الدنيا بالنسبة إلى الآخرة كمثل إصبع جُعلت في اليم ثم رجعت، أو كمثل دون قدر السوط أخذًا لتقدير الخبر الأول من حديث في مسلم، وللثاني من حديث الباب إذ قدر كل من السوط في الجنة والغدوة والروحة في سبيل الله إذا كان خيرًا من الدنيا وما فيها يكون الذي يساويهما مما في الجنة وسبيل الله دون قدر السوط.
          (وَقَولِهِ تَعالى) عطف على (مَثَلِ الدُّنْيا) ({إنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ} [الحديد:20]) إلى آخره، الحصر فيه إضافي لأنه بالنسبة إلى الاشتغال بالمذكورات، أما الاشتغال فيها بالطاعات فمن أمور الآخرة. ({كَمَثَلِ غَيْثٍ}) أي: مطر ({أَعْجَبَ الكُفَّارَ}) أي: الجاحدين لنعمة الله مما (1) رزقهم من الغيث والنبات، وقيل: الزراع. ({ثُمَّ يَهِيْجُ}) أي: ييبس ({ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا}) أي: فتاتًا يضمحل بالرياح ({وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الحديد:20]) أي: ما التمتع فيها، وقوله: ({وَزِينَةٌ}) إلى آخره ساقط من نسخة. ومرَّ حديث الباب في الجهاد [خ¦2794].


[1] في (ع): ((فيما)).