تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه

          3142- (عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ) هو نافع. (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) هو الحارثُ بن رِبْعيٍّ الأنصاري، (حُنَيْنٍ) بالتصغير منصرف، وادٍ بينه وبين مكة ثلاثة أميال. (فَلَمَّا التَقَيْنَا) أي: مع العدو. (جَوْلَةٌ) بجيم؛ أي: تأخرٌ وتقدم، وعبر بذلك احترازًا عن لفظ الهزيمة، وكانت هذه الجولة في بعض الجيش، لا في رسول الله صلعم ومَن حوله. (عَلا رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ) أي: ظهرَ عليه وأشرف على قتله. (فَاسْتَدَرْتُ) في نسخة: <فَاسْتَدْبَرْتُ>. (عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ) هو ما بين العُنق والمنكب، أو عِرق أو عَصب عند موضع الرداء مِن العنق. (وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ المَوْتِ) أي: وجدت منها شدة كشدة الموت. (فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟) أي: منهزمين. (قَال: أَمْرُ اللهِ) أي: قضاؤه (ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَتَلَ ؟) في نسخة: <ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ مِثْلَهُ مَنْ قَتَلَ> (فَأَرْضِهِ) بقطع الهمزة، وكسر الهاء. (لاهَا اللهِ) بوصل الهمزة وقطعها، وكلاهما مع إثبات ألفها (1) وحذفها، ولفظ: (اللهِ) مجرور بهاء التنبيه عوضًا عن واو القسم، كما قاله الجَوهَري وغيره، و(لَا) نافية أو زائدة، والمعنى: لا والله يكون الأمر كذا، أو: لا والله لا يكون الأمر كذا، (إِذًا) بهمزة مكسورة فمعجمة منوَّنة: حرف جواب وجزاء، كذا رووه، لكن صوَّب الخطَّابي وابن الأثِير وغيرهما أنه (ذَا) بحذف الهمزة ومعناه: لا والله لا يكون ذا، أو: لا والله الأمرُ ذا. (لَا يَعْمِدُ) بكسر الميم؛ أي: لا يقصدُ النَّبي صلعم، فَـ(يَعْمِدُ(2)) كقوله بعد: (يُعْطِيكَ) بتحتية، وفي نسخة: بنون فيهما فالفاعل ضمير أبي بكر ومَن معه؛ أي: نحن. (إِلَى أَسَدٍ) أي: إلى رجل كأنه في الشجاعة أسد: (مِنْ أُسْدِ اللهِ) بضم الهمزة والسين. (فَأَعْطَاهُ) أي: الدِّرعَ، وكان القياس أن يقول: أعطاني، ففيه التفاتٌ أو تجريد.
          (فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَِفًا) بفتح الميم وكسر الراء وفتحها؛ أي: بستانًا، ولفظ: (بِهِ) ساقط مِن نسخة، سمِّي به لما يُختَرف مِن ثمار نخيله. (فِي بَنِي سَلِمَةَ) بكسر اللام. (تَأَثَّلْتُهُ) / بمثلثة بعد الألف؛ أي: اتخذته أصل مال.
          وفي الحديث: فضيلة أبي بكر، ومنقبة لأبي قَتادة.


[1] في المطبوع: ((ألف ها)).
[2] في (د): ((فيعمل)).