تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب القرعة في المشكلات

          ░30▒ (بَابُ القُرْعَةِ) أي مشروعيتها. (فِي المُشْكِلاتِ) أي التي يقع فيها التنازع، وفي نسخة بدل (فِي)(1) <مِنَ> وهي للتعليل.
          (وَقَوْلِهِ) بالجرِّ عطف على القرعة، وزاد في نسخة: <╡>. ({إِذْ يُلْقُونَ} [آل عمران:44]) أي حين يلقون ({أَقْلَامَهُمْ}) أي سهامهم، أو أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة، كانوا إذا أرادوا الاقتراع يلقون الأقلام في النهر، فمن ارتفع قلمه كان الحظُّ له. ({أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران:44]) متعلق بمحذوف أي يلقون أقلامهم ليعلموا أو ليقولوا: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} أي يضمُّها إلى نفسه ويُرَبِّيها. (فَجَرَتِ الأَقْلامُ) أي التي ألقوها في نهر الأردن. (وَعَال) أي ارتفع، وفي نسخة: <وَعَلاَ>، وفي أخرى: <وَعَدَا> بالدال بدل اللام. (وَقَوْلِهِ) بالجرِّ عطف على (القُرْعَةِ) / أيضًا. (فَسَاهَمَ) إلى آخره أشار البخاري بذكر القصتين إلى الاحتجاج بصحة الحكم بالقرعة، وهو مبني على أنَّ شرع مَنْ قبلنا شرع لنا إذا لم يردْ ما يخالفه.


[1] قوله: ((في)) ليس في (ك).