تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب اغتسال الصائم

          ░25▒ (بَابُ: اغتِسَالِ الصَّائِمِ) أَي: بيان جوازه له.
          (وَبَلَّ ابنُ عُمَرَ ☺ (1) ثَوبًا) أي: بالماء (فَأَلقَاهُ عَلَيهِ) في نسخة: <فأُلقي عليه> بالبناء للمفعول، ووجه مطابقته للترجمة: أن الثوب المبلول إذا أُلقي على(2) البدن وبلَّه يشبه(3) ما إذا صب عليه الماء.
          (الشَّعبيُّ) هو عامر بن شَراحيل. (أَن يَتَطَعَّمَ) بتشديد العين. (القِدرَ)بكسر القاف: ما يُطبخ فيه؛ أي: أن(4) يتعرف طعم طعام القدر بذوقه(5) بطرف لسانه. (أَوِ الشَّيءَ) عطف على (القدر) مِن عطف العام على الخاص. ووجه مطابقة ذلك للترجمة: مِن حيث إن التطعُّم الذي هو إدخال الطعام في الفم مِن غير بلع لا يضر الصوم، فكذا إيصال الماء إلى البدن بَل أولى. (لَا بَأسَ بِالمضمَضَةِ وَالتَّبَرُّدِ لِلصَّائِمِ)، ووجه مطابقة الثاني للترجمة ظاهر، ووجهها للأول: مِن حيث إن إيصال الماء إلى الفم مِن غير بلع لا يضر، وكذا(6) إيصاله إلى ظاهر البدن بَل أولى. (إِذَا كَانَ صَومُ أَحَدِكُم) في نسخة: <إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ> والمعنى: إذا كان أحدكم صائمًا (فَليُصبِح دَهِينًا) أي: مدهونًا. (مُتَرَجِّلًا) أي: متمشطًا(7) شعر(8) رأسه.
          ووجه مطابقة ذلك للترجمة: أن في كل شيء(9) منها(10) ترفُّهًا وتجمُّلًا.
          (إِنَّ لي أَبزَنَ) بفتح الهمزة أشهر مِن كسرها وضمها، وبزاي، يُصرف ولا يصرف وهو الأكثر لأنه فارسي، وهو بالنصب اسم (إن)، وفي نسخة بالرفع فاسم (إن) ضمير الشأن وخبرها الجملة بعدها، وبكلِّ حالٍ فهو حوض يُغتسل فيه. (أَتَقَحَّمُ(11) فِيهِ) أي: أُلقي نفسي فيه، وفي نسخة: <أَقتَحِمُ فِيهِ>.
          (وَيُذكَرُ عَنِ النَّبيِّ) إلى آخره ساقط من نسخةٍ، وقد رواه أبو داود وغيره وحسنه الترمذي، لكن قال النووي: مداره على عاصم بن عُبيد الله، وقد ضعفه الجمهور، فلعله اعتضد.
          ووجه مطابقته للترجمة: أن السواك مطهر للفم، كما أن الاغتسال مطهر للبدن، وحكمه: أنه مستحب لغير الصائم مطلقًا، وللصائم قبل الزوال ومكروه له بعده. (وَلَا يَبلَع رِيقَهُ) ساقط من نسخة.
          (وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنِ ازدَرَدَ) أي: ابتلع (رِيقَهُ لَا أَقُولُ: يُفطِرُ) أي: لعسر التحرز عنه(12)، وبه قال الشافعي، ومحله: إذا كان طاهرًا ولم ينفصل مِن معدته، وقوله: (وقال عطاء) إلى آخره ساقط مِن نسخة. (تُمُضمِضَ) بضم الفوقية وكسر الميم الثانية، وبفتحهما على حذف إحدى التاءين. (وَلَم يَرَ أَنَسٌ وَالحَسَنُ وَإِبرَاهِيمُ بِالكُحلِ بَأسًا) أي: وإن تشربته المسام؛ لأنَّه لم يصل مِن منفذ مفتوح، كما لا يضر الانغماس في الماء وإن وجد أثره بباطنه، وبذلك قال الشافعي.


[1] في (ع) و(ك): ((عنهما)).
[2] في (ك): ((عليه)).
[3] في (ع): ((شبيه))، و في (د): ((تشبيه)).
[4] قوله: ((أي: أن)) ليس في (المطبوع)، وفيه: ((فيه إذ يعرف)).
[5] في (ك) و (د): ((يذوقه)).
[6] في (المطبوع): ((فكذا)).
[7] في (المطبوع): ((ممتشطًا)).
[8] في (ع): ((شعور)).
[9] قوله: ((شيء)) ليس في (د).
[10] في (ك) و (د): ((منهما)).
[11] في (ع): ((أقتحم)).
[12] قوله: ((عنه)) ليس في (المطبوع).