تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله جل ذكره: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}

          ░15▒ (بَابُ: قَولِ اللهِ جَلَّ ذِكرُهُ: {أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} [البقرة:187]) أي: الجماع(1) ({إِلَى نِسَائِكُم}) عُدِّي الرفث بإلى لتضمنه معنى الإفضاء، وهذا ناسخ لما كان في صدر الإسلام من تحريم الرَّفَث والأكل والشرب بعد العشاء. ({هُنَّ لِبَاسٌ لَكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ}) كناية عن تعانقِهما(2) أو احتياج(3) كل منهما لصاحبه(4). ({عَلِمَ اللهُ أَنَّكُم كُنتُم تَختَانُونَ} [البقرة:187]) أي: تخونون أنفسكم بالجماع والأكل والشرب ليلة الصيام في الوقت الذي كان محرمًا(5) فيه ذلك. ({فَتَابَ عَلَيكُم}) أي: قبل توبتكم. ({وَعَفَا عَنكُم فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ}) أي: جامعوهنَّ. ({وَابتَغُوا}) أي: اطلبوا. ({مَا كَتَبَ اللهُ لَكُم}) أي: أباحه مِن الجماع أو مِن الولد، وفي نسخة: <{أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى قوله: {مَا كَتَبَ اللهُ لكم}> [البقرة:187].


[1] قوله: ((أي الجماع)) ليس في (ع).
[2] صورتها في (د): ((تفايقهما)).
[3] في (ك): ((احتاج)).
[4] قوله: ((لصاحبه)) ليس في (المطبوع).
[5] في (د): ((محرم)).