التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: الحمد لله الذي هداك للفطرة

          5576- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحكم بن نافع، و(شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و(الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم، و(سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّـَب): بفتح ياء أبيه وكسرها، وغير أبيه لا يجوز في يائه إلَّا الفتح، و(أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرحمن بن صخرٍ، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
          قوله: (أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وكذا (أُسْرِيَ): مَبْنيٌّ أيضًا، و(ليلةَ): مَنْصوبٌ على الظرف.
          قوله: (بِإِيلِيَاءَ): تَقَدَّمَ الكلام عليها، وأنَّها قيل: إنَّ معناها بالسُّريانيَّة: بيتُ الله، وهي بيت المقدس [خ¦7].
          قوله: (بِقَدَحَيْنِ): تَقَدَّمَ الكلام على هذه الرواية مع رواية: «أُتِيتُ بِثَلَاثة أَقْدَاحٍ»، والله أعلم.
          قوله: (لِلْفِطْرَةِ): تَقَدَّمَ أنَّها الاستقامة هنا [خ¦3394].
          قوله: (غَوَتْ أُمَّتُكَ): أي: انهمكت في الشرِّ، تَقَدَّمَ [خ¦3394].
          قوله: (تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، وَابْنُ الهَادِي، والزُّبَيْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ(1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ): الضمير في (تابعه) يعود على شعيب؛ هو ابن أبي حمزة، و(مَعْمَر): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن راشد، ومتابعة معمر عن الزُّهريِّ أخرجها البُخاريُّ في موضعين من (أحاديث الأنبياء) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، وعن محمود بن غيلان، عن عبد الرَّزَّاق؛ كلاهما عن معمر به [خ¦3437]، وأخرجها مسلم في (الإيمان) عن مُحَمَّد بن رافع، وعبد بن حُمَيد؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق عن معمر به، وأخرجها التِّرْمِذيُّ في (التفسير) عن محمود بن غيلان به، وقال: حسنٌ صحيحٌ.
          وأمَّا (ابن الهادي)؛ فقد تَقَدَّمَ غيرَ مَرَّةٍ أنَّ الصَّحيحَ إثباتُ الياء في آخره [خ¦83]، وتَقَدَّمَ أنَّ اسمه يزيدُ بن عبد الله بن أسامة بن الهادي، وتَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦646]، ومتابعتُه لم أرَها في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»: (قال الحاكم: أراد حديث ابن الهادي عن عبد الوهَّاب بن بُخت، عن الزُّهريِّ)، قال شيخنا: (قلتُ: وهي في «النَّسَائيِّ») كذا قال، وأنا لم أرَها في «أطراف المِزِّيِّ»، لكن رأيته ذكر ذلك في عبد الوهَّاب بن أبي بكر عن الزُّهريِّ، لا في ترجمة عبد الوهَّاب بن بخت؛ فاعلمه، وشيخُنا انتقل نظرُه حال الكتابة من ترجمةٍ إلى ترجمةٍ لابن عبد الوهَّاب بن بُخت في «أطراف المِزِّيِّ» قبل ترجمة عبد الوهَّاب بن أبي بكر عن الزُّهريِّ، والله أعلم.
          وقوله: (وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ): قال المِزِّيُّ عطفًا على قول الحاكم قبله: (وعثمان بن عمر عن يونس، عن الزُّهريِّ)، انتهى، وهذه بهذا الطريق: عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزُّهريِّ لم أرَها في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة، وشيخُنا لم يخرِّجها، وقال بعض الحُفَّاظ من المصريِّين: (وعثمان بن عمر: هو ابن موسى بن عبيد بن معمر التيميُّ، ووَهِمَ مَن قال: هو عثمان بن عمر بن فارس)، انتهى، وأمَّا حديث (يونس بن يزيد عن الزُّهري)؛ فأخرجه البُخاريُّ في (التفسير) عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن صالح [خ¦4709]، وفيه وفي (الأشربة) عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك [خ¦5603]، وأخرجها مسلم في (الأشربة) عن زهير بن حرب ومُحَمَّد بن عباد؛ كلاهما عن أبي صفوان الأمويِّ، والنَّسَائيُّ عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك؛ ثلاثتهم عن يونس بن يزيد به، قال المِزِّيُّ: (وقال البُخاريُّ في «الأشربة» عقيب حديث شعيب بن أبي حمزة _يعني: هذا المكان_: تابعه عثمان بن عمر؛ يعني: عن يونس)، انتهى، والله أعلم.
          وأمَّا متابعة الزُّبيديِّ، عن الزُّهريِّ؛ فأخرجها النَّسَائيُّ في (الرُّؤيا) عن كثير بن عبيد المذحجيِّ ومُحَمَّد بن صدقة الجيلانيِّ؛ كلاهما عن مُحَمَّد بن حرب، عن الزبيديِّ به، والله أعلم. /


[1] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، والزُّبَيْدِيُّ).