التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما أقطع النبي من البحرين

          قوله: (بَابُ مَا أَقْطَعَ النَّبِيُّ صلعم مِنَ الْبَحْرَيْنِ): تَقَدَّمَ الكلام على (البحرين) غَيْرَ مَرَّةٍ [خ¦64]. /
          قوله: (وَلِمَنْ يُقْسَمُ الْفَيْءُ وَالْجِزْيَةُ): (يُقسَم): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(الفيءُ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل، و(الجزيةُ): معطوف عليه.
          اعلم أنَّ أهل اللغة قالوا: المغنم والغنيمة بمعنًى، يقال: غنم القوم يَغنَمون غُنْمًا؛ بالضَّمِّ، قالت الشَّافِعيَّة: الغنيمة في اللغة: الفائدة، وقالوا: المال المأخوذ من الكفَّار ينقسم إلى ما يحصل بغير قتالٍ وإيجافِ خيلٍ وركابٍ، وإلى حاصلٍ بذلك، ويُسَمَّى الأوَّل فيئًا، والثاني غنيمةً، ثمَّ ذكر المسعوديُّ وطائفة من الشَّافِعيَّة: أنَّ اسم كلِّ واحد من المالَين يقع على الآخر إذا أُفرِد بالذكر، فإذا جُمِعَ بينهما؛ افترقا؛ كاسم (الفقراء) و(المساكين)، وقال الشيخ أبو حاتم القزوينيُّ وغيره: اسم الفيء يشتمل على المالَين، واسم الغنيمة لا يتناول الأوَّل، وفي لفظ الشَّافِعيِّ ⌂ في «المختصر» ما يشعر بهذا، وقال القاضي أبو الطيِّب: الفرق بين الفيء والغنيمة _وإن كان الجميع راجعًا من الكفَّار_ أنَّ الفيء رجع من غير صُنعٍ منَّا، فسُمِّي فيئًا؛ لأنَّه فاء بنفسه، وفي الغنيمة لنا صُنْعٌ، فلم يرجع بنفسه، بل ردَّه الغانمون على أنفسهم بتوفيق الله تعالى، والله أعلم.