التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل

          قوله: (بَابُ مَنْ بَدَأَ): هو بالهمز في آخره، من الابتداء.
          قوله: (بِالحِلَابِ أَو الطِّيبِ): (الحِلَاب)؛ بكسر الحاء المهملة، وتخفيف اللَّام، وفي آخره باء بواحدة(1)؛ وهو إناء يملأُ قدر حلبة ناقة، ويقال له: المِحلب أيضًا، وفي هذا الحديث: (فَأُتِيَ بِشَيْءٍ نَحْوَ الحِلَابِ)؛ يعني: بإناء، وهو المِحْلَب، قال في «المطالع»: (ترجم البخاريُّ عليه بـ«باب الطِّيب عند الغسل»؛ يدلُّ على أنَّه عنده ضربٌ من الطِّيب، وهذا لا يُعرَف، وإنَّما المعروف حَبُّ المَحْلَب _بفتح الميم واللَّام_: نوع من العقاقير الهنديَّة يقع في الطِّيب، وقد رواه بعضهم في غير «الصَّحيحين»: «بشيء نحو الجُلَّاب»، قال الأزهريُّ: «الجُلَّاب؛ بالجيم: ماء الورد، وهو فارسيٌّ معرَّبٌ»، [والصَّواب ما بدأنا به)، انتهى، وفي «النهاية»: في (الجيم): («دعا بشيء مثل الجُلَّاب، وأخذ بكفِّه»: قال الأزهريُّ: أُراه أراد بالجُلَّاب: ماء الورد، وهو فارسيٌّ معرَّب](2)، والله أعلم)، ثُمَّ ذكره في (الحاء)، فقال: («مثل الحِلَاب»، وقد رُويَت بالجيم، وتقدَّم ذكر ما قال الأزهريُّ، قال أصحاب المعاني: الحِلَاب: هو ما تُحْلَب فيه الغنم؛ كالمِحْلَب سواء، فصُحِّف؛ يعْنُون: أنَّه كان يغتسل في ذلك الحلاب؛ أي: يضع فيه الماء الذي يغتسل منه، واختار «الجُلَّاب» بالجيم، وفسَّره بماء الورد(3)، [وفي هذا الحديث في كتاب «البخاريِّ» إشكال، وربَّما ظُنَّ أنَّه تأوَّله على الطِّيب، فقال: «باب من بدأ بالحلاب والطِّيب عند الغسل»، وفي بعض النُّسخ: «أو الطِّيب»، ولم يذكر في الباب غير هذا الحديث: «أنَّه كان إذا اغتسل دعا بشيء نحو الحلاب»، وأمَّا مُسْلِم؛ فجمع الأحاديث الواردة في](4) هذا المعنى في موضع واحد، وهذا الحديث منها، وذلك [من فعْله يَدُلُّك على أنَّه أراد الآنِية والمقادير، والله أعلم، ويحتمل أن يكون البخاريُّ ما أراد إلَّا «الجُلَّاب» بالجيم؛ ولهذا تَرْجَم] الباب به وبالطِّيب، ولكنَّ الذي يُروى في كتابه إنَّمَا هو بالحاء، وهو بها أشبه؛ لأنَّ الطِّيب لمن يغتسل بعد الغسل أَلْيَق به قبله وأولى؛ لأنَّه إذا بدأ به ثُمَّ اغتسل؛ أذهبه الماء) انتهى.
          وللنَّاس كلامٌ كَثِيرٌ في ذلك، ويكفي هذا مع أنَّه طويل، والله أعلم. /
          قوله: (عِنْدَ الغَسْلِ): هو بفتح الغين: الفعل، ويجوز ضمُّها(5)، وقد تقدَّم [خ¦5/1-421].


[1] في (ب): (موحدة).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ب).
[3] في (ج): (وفسرها الورد).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[5] في (أ) و(ب): (فتحها)، والتصحيح من (ج)، والضمُّ رواية «اليونينيَّة» و(ق).