الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن وفد عبد القيس أتوا رسول الله

          1064- التَّاسع والثَّمانون: حديث وفدِ عبدِ القَيس:
          عن أبي جَمْرةَ نصرِ بنِ عمرانَ الضُّبَعيِّ قال: كنت أتَرجِم بين ابن عبَّاسٍ وبين النَّاس _ومنهم من قال: وكان يقعِدني معه على سريره_ فأتَته امرأة تسأله عن نَبيذ الجَرِّ، فقال: «إنَّ وفدَ عبدِ القَيس أتَوا رسولَ الله صلعم، فقال رسولُ الله صلعم: مَن الوفدُ؟ _أو: مَن القومُ؟_ قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالقوم _أو بالوفدِ_ غيرَ خَزايا(1) ولا النَّدامَى.
          قال: فقالوا: يا رسول الله؛ إنَّا نأتيك من شُقَّةٍ(2) بعيدةٍ، وإنَّ بينَنا وبينَك هذا الحيُّ من كفَّار مُضرَ، وإنَّا لا نستطيعُ أن نأتيَك إلَّا في الشَّهر الحرام، فَمُرنا بأمرٍ فصلٍ نُخبِرُ به مَن وراءَنا، وندخُل به الجنَّة، قال: فأمرَهم بأربَعٍ، ونهاهُم عن أربَعٍ، قال: أمرَهم بالإيمان بالله وحده، قال: هل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله / ورسولُه أعلم، قال: شهادةُ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، وإقامُ الصَّلاة، وإيتاءُ الزَّكاة، وصومُ رمضانَ، وأن تؤدُّوا خُمساً من المغنَم، ونهاهم عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمزفَّت والنَّقير _قال شعبة: وربَّما قال: المقيَّر_ وقال: احفَظوا وأخبِروا به مَن وراءَكم». [خ¦53]
          وفي حديث نصرِ بن عليٍّ نحوُه، وقال: «أنهاكم عمَّا يُنبذ في الدُّبَّاء والنَّقير والحَنْتَم والمزفَّت».
          وزاد في حديث عُبيد الله بن معاذ عن أبيه قال: وقال رسول الله صلعم للأشجِّ _أشجِّ عبد القيس_ : «إنَّ فيك خَصلتين يحبُّهما الله: الحِلمُ والأناةُ».
          قال سليمانُ بن حربٍ وخَلفُ بن هشامٍ في روايتهما عن حمَّاد بن زيد: «شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وعَقَدَ واحدةً». [خ¦4369]
          وفي حديث النَّضر عن شعبةَ: وسألوه عن الأشرِبَة، وفيه: «شهادةُ أن لا إله إلَّا الله وحدَه...». [خ¦7266]
          وحديث عمرانَ بن ميسرة: «مرحباً بالوفد الَّذين جاؤوا غير خَزايا ولا نَدامَى...». / [خ¦6176]
          وفي حديث عمرو بن عليِّ: «وإنَّا لا نصلُ إليك إلَّا في الأشهر الحُرُمِ، فمُرْنا بِجُمَلٍ من الأمر إن عَمِلنا به دخَلنا الجنَّة، وندعو إليه مَن وراءنا». [خ¦7556]
          وفي أوَّل حديث إسحاقَ عن أبي عامر العَقَديِّ: أنَّ أبا جَمْرة قال: قلت لابن عبَّاسٍ: إنَّ لي جرَّةً تُنبذ لي فأشربُه حلواً، فإذا أكثرتُ منه فجالستُ القومَ فأطلتُ الجلوسَ خشيتُ أن أفتضحَ، فقال: «قَدِمَ وفد عبد القيس...» وذكَره. [خ¦4368]
          وأخرج مسلم نحواً ممَّا فيه من الأشربة من رواية أبي عمرَ يحيى بن عُبيد البَهراني النَّخَعي عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «نهى رسولُ الله صلعم عن الدُّبَّاء والنَّقير والمزفَّت».
          ومن رواية أبي يحيى حبيب بن أبي ثابت _واسم أبي ثابت قيس بن دينار_ عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «نهى رسولُ الله صلعم عن الدُّبَّاء والحنتم والمزفَّت والنَّقير».
          وعن أبي عبد الله حبيب بن أبي عَمرة عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «نهى رسولُ الله صلعم عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمزفَّت والنَّقير، وأن يُخْلَط البَلح بالزَّهو».
          وعن منصور بن حيَّان عن سعيد بن جُبير عن ابن عمرَ وابن عبَّاس: «أنَّهما شهدا أنَّ رسولَ الله صلعم نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمزفَّت والنَّقير». /
          ولم يذكر أبو مسعود في الرُّواة عن سعيد بن جُبير من هذا المسند منصور بن حيَّان.


[1] خَزايا: جمع خزيانَ، يقال: خزِيَ الرجل يخزَى خَزَايةً: إذا استحيا من فِعلٍ فعلَه على خلافِ الصواب.
[2] الشُّقَّة: الناحية، قاله ابن عرفةَ، وقال اليزيديُّ: يقال: إن فلاناً لَبعيد الشُّقة؛ أي: بعيدُ السفر.