الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا يطوف بالبيت حاجّ ولا غير حاجّ

          1027- الثَّاني والخمسون: عن عطاء قال: كان ابن عبَّاسٍ يقول: «لا يطوفُ بالبيت حاجٌّ ولا غيرُ حاجٍّ إلا حلَّ». قلت لعطاء: من أين يقول ذلك؟ قال: من قول الله تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج:33]، قلت: فإنَّ ذلك بعد المعرَّف(1).
          فقال: كان ابن عبَّاسٍ يقول: «هو بعد المعرَّف وقبلَه، كان يأخذُ ذلك من أمر النَّبيِّ صلعم حين أمرَهم أن يَحِلُّوا في حَجَّة الوَداع». [خ¦4396]
          وعند مسلم أيضاً من حديث أبي حسَّان الأعرج _ويقال له: الأجرد_ قال: قال رجلٌ من بَني الهُجَيم لابن عبَّاسٍ: ما هذه الفُتيا الَّتي قد تَشغَّفتْ(2) أو تَشغَّبتْ(3) بالنَّاس: أنَّ من طاف بالبيت فقد حلَّ؟ فقال: «سُنَّة نبيِّكم صلعم وإن رَغِمتُم».
          وفي حديث همَّام بن يحيى؛ قيل لابن عبَّاسٍ: إنَّ هذا الأمر قد تفشَّغ(4) / النَّاس، من طاف بالبيت فقد حلَّ الطَّواف عمرة، فقال: «سُنَّة نبيِّكم صلعم وإن رَغِمتُم».


[1] المعرَّف: شهود عرفةَ في الحج.
[2] الفُتيا الَّتي شغفتْ الناس: أي؛ دخلت شَغافَ قلوبهم فشغلَتها.
[3] تَشغَّبتْ بالناس: تفرقت بهم، وشغَّبت الناس: فرّقتهم، وشغَّبت الناس: أوجبَت الشَّغَبَ والاختلاف بينهم والفرقة، والشَّغَبُ هيَجانُ الشرِّ والمنازعة.
[4] تفشَّغ في الناس: أي؛ ظهر وكثُر وفشا وانتشر.