الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل

          980- الخامس: بهذا الإسنادِ أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «أقرَأني جبريلُ على حَرفٍ، فراجَعتُه، فلم أزَل أستَزيدُه ويَزيدُني حتَّى انتهى إلى سبعةِ أحرفٍ»(1). [خ¦3219]
          زاد في رواية حَرمَلةَ بن يحيى، قال ابنُ شهابٍ: بلغَني أنَّ تلك السَّبعةَ الأحرُفِ إنَّما هي في الأمرِ الَّذي يكونُ واحداً لا يختلفُ في حَلالٍ ولا حَرامٍ.


[1] أخرجه البخاري ░3219▒ و░4991▒، ومسلم ░819▒ من طريق يونس وعقيل ومعمر عن ابن شهاب به.
إلى سَبعةِ أحرُفٍ: أي على سبع لغاتٍ من لغات العرب، وليس معناه أن يكونَ في الحرف الواحد سبعةُ أوجهٍ، لكن نقول: هذه اللغات السَّبعُ مفرَّقةٌ في القرآن، فبعضُه بلغة قريش، وبعضه بلغة هُذَيل، وبعضه بلغة هَوازِن، وبعضه بلغة أهل اليمن، يبيِّن ذلك قول ابن مسعود: إني سمعت القراءةَ فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلِّمتُم، إنَّما هو كقول أحدِكم: هَلُمَّ، وتعالَ، وأَقبِلْ، وهذا قول أبي عُبيدٍ، وقولُ أبي العباس أحمدَ بن يحيى، وقال ابنُ فارسٍ: ويقال: الحَرْف الوَجْه، وهو راجعٌ إلى قول أبي عُبيدٍ، وكذلك قال ابن قتيبةَ.