الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إنما سعى رسول الله بالبيت وبين الصفا

          1024- التَّاسع والأربعون: عن عطاء عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «إنَّما سعَى رسولُ الله صلعم بالبيت وبين الصَّفا والمروةِ ليُرِيَ المشركين قوَّته». [خ¦1649]
          وقد أخرجا هذا المعنى من حديث سعيد بن جُبير _من رواية أيُّوبَ السِّختيانيِّ عنه_ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «قدِم رسولُ الله صلعم وأصحابُه مكَّة وقد وهَنَتهم حُمَّى يثرب، فقال المشركون: إنَّه يقدَمُ عليكم غداً قومٌ قد وهَنَتهم الحُمَّى، ولقوا منها شدَّة، فجلسوا ممَّا يلي الحِجْرَ، وأمرهم النَّبيُّ صلعم أن يرمُلوا ثلاثة أشواطٍ(1)، ويمشوا ما بين الرُّكنَين ليرى المشركون(2) جَلَدَهم، فقال / المشركون: هؤلاء الَّذين زعمتم أنَّ الحُمَّى قد وهَنَتهم، هؤلاء أَجْلَدُ من كذا وكذا».
          قال ابن عبَّاسٍ: «ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرمُلوا الأشواط كلَّها إلَّا للإبقاء عليهم». [خ¦1602]
          قال البخاريُّ: وزاد حَمَّاد بن سلمة عن أيُّوبَ عن سعيدِ بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «لَمَّا قدِمَ النَّبيُّ صلعم لعَامِه الَّذي اسْتَأمَن فيه، قال: ارمُلوا؛ ليُري المشركين قوَّتَهم، والمشركون من قِبَلِ قُعَيقِعانَ». [خ¦4256]
          وأخرجه مسلم من حديث أبي الطُّفيل عن ابنِ عبَّاسٍ مع حُكمٍ آخرَ في الرُّكوب، يجيء في أفرادِ مسلمٍ.


[1] الأشواطُ: الدورات في الطواف، وأصل الشَّوط الطَّلق، وهو القَدْر الذي يعدو فيه الرجل، يقال: جرى شوطاً؛ أي: ذلك القدرَ الذي قدَّره لنفسه.
[2] في (ابن الصلاح): (ليُري المشركين)، وما أثبتناه موافق لرواية مسلم.