الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لو أن لابن آدم مثل واد مالاً

          1029- الرَّابع والخمسون: عن عطاء عن ابنِ عبَّاسٍ قال: سمِعت النَّبيَّ صلعم يقول: «لو أنَّ لابنِ آدمَ مثلَ وادٍ مالاً لأحبَّ أنَّ له إليه مثلَه، ولا يملأ عين ابن آدمَ إلَّا التُّراب، ويتوبُ الله على مَن تاب(1)».
          قال ابن عبَّاسٍ: فلا أدري منَ القرآن هو أم لا، قال: وسمِعتُ ابن الزُّبير يقول ذلك على المنبر. [خ¦6437]
          وفي رواية أبي عاصم: «لو كان لابنِ آدمَ واديانِ من مالٍ لابتَغى ثالثاً، ولا يملأ جوفَ ابنِ آدمَ إلَّا التُّرابُ، ويتوبُ الله على مَن تاب». / [خ¦6436]


[1] التَّوبة والمتابُ واحد، وتاب وأناب، أي رجعَ إلى الطاعة وترك المعصيةَ.ويتوب الله على من تاب: أي يقبَلُ توبةَ من رجع عن معصيته إلى طاعته، وتاب الله عليهم: أي حوَّلهم من معصيته إلى طاعته، وقلَبَ قلوبَهم إليها، وقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20] أي ثبَّتكم على ما رجَعتم إليه، وقد يكون الردُّ من التشديد إلى التخفيفِ، كقوله تعالى: {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ} [المزمل:20] أي تقوموا بما فرضَ عليكم من قيامِ الليل{فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل:20] أي ردَّكم إلى التخفيفِ، وقد يكون الردُّ من الحظر إلى الإباحة، كقوله: {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة:187] أي ردَّكم إلى إباحة ما كان حُظِرَ عليكم، وقوله: {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ} [البقرة:54] أي ارجِعوا إلى طاعته، والله ╡ التوَّابُ على عباده، أي يردُّهم إلى الطاعات ويتقبَّل منهم الرجوع إليها، والتوَّابُ من العباد الراجعُ إلى طاعات ربه.