الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً، الظهر

          1060- الخامس والثَّمانون: عن جابرِ بن زيدٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى بالمدينة سبعاً وثمانياً، الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ».
          قال أيُّوبُ: لعلَّه في ليلةٍ مَطِيرةٍ؟ قال: عَسَى. [خ¦543]
          وفي حديث سفيان بنِ عيينةَ: «صلَّيت مع النَّبيِّ صلعم ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً». قال عمرو: قلت: يا أبا الشَّعثاء؛ أظنُّه أخَّر الظُّهرَ وعجَّل العصرَ، وأخَّر المغربَ وعجَّل العشاءَ، قال: وأنا أظنُّ ذاك. / [خ¦1174]
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث أبي الزُّبير محمَّدِ بن مسلمٍ عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «صلَّى رسولُ الله صلعم الظُّهرَ والعصرَ جميعاً، والمغربَ والعشاءَ جميعاً، من غير خوفٍ ولا سفرٍ».
          زاد في رواية زهير: «بالمدينة».
          وقال: قال أبو الزُّبير: «فسألت سعيداً، لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عبَّاسٍ كما سألتني، فقال: أراد ألَّا يُحرِجَ أمَّته(1)».
          وفي حديث قُرَّة عن أبي الزُّبير: «أنَّ رسولَ الله صلعم جمع بين الصَّلاة في سفْرةٍ سافرَها في غزوَةِ تبوكَ، فجمَع بين الظُّهرِ والعصرِ، والمغربِ والعِشاءِ».
          وأخرج البخاريُّ من حديث يحيى بنِ أبي كثير الطَّائي عن عكرمةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «كان رسولُ الله صلعم يجمَع بين صلاة الظُّهر والعصر إذا كان على ظَهرِ سَيرٍ، ويجمَع بين المغرب والعِشاء». [خ¦1107]
          وروى مسلم أيضاً من حديث حبيبِ بن أبي ثابت عن سعيدِ بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ بنَحوِ حديثِ زُهيرٍ عن أبي الزُّبير، وقال: «في غير خَوفٍ ولا مَطرٍ»: وفي حديث وكيع قال: «كي لا يُحرِجَ أمَّتَه»، وفي حديث أبي معاويةَ بمعناه.
          وأخرج مسلم من حديث عبد الله بنِ شَقيقٍ العُقيليِّ قال: خَطَبَنا ابنُ عبَّاسٍ يوماً بعد العصر حتَّى غربت الشَّمس وبدَتِ النُّجوم، وجعَل النَّاسُ يقولون: / الصَّلاةَ الصَّلاةَ.
          قال: فجاءه رجلٌ من بني تميم لا يَفتُرُ ولا يَنثَني: الصَّلاةَ الصَّلاةَ.
          فقال ابنُ عبَّاسٍ: «أتعلِّمُني بالسُّنَّة، لا أبا لك!، ثمَّ قال: رأيت رسولَ الله صلعم جمَع بين الظُّهر والعصر، والمغربِ والعشاءِ».
          قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري(2) من ذلك شيءٌ، فأتيت أبا هريرَةَ فسألته، فصدَّق مَقالَته.
          وفي حديث عمرانَ بن حُدير عن عبد الله بن شقيق قال: «قال رجلٌ لابن عبَّاسٍ: الصَّلاةَ، فسَكت، ثمَّ قال: الصَّلاةَ، فسَكت، ثمَّ قال: الصَّلاةَ، فسَكت، ثمَّ قال: لا أمَّ لك، تعلِّمُنا بالصَّلاة! كنَّا نجمَع بين الصَّلاتين على عَهد رسولِ الله صلعم».


[1] أراد ألَّا يُحرِجَ أمَّته: أي؛ لا يضيَّق عليها أمرٌ، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78] .
[2] حاكَ في صَدري: أي أثَّر الشغلُ به، يَحيك حَيكاً، والحَيك: أخذُ القول في القلب وتأثيرُه، ويقال: ما يحيكُ كلامُك فيه أي: ما يؤثِّر فيه.