الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير

          997- الثَّاني والعشرون: عن طاوُس _من رواية مجاهد عنه_ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «مَرَّ رسولُ الله صلعم على قبرَينِ، فقال: أما إنَّهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبيرٍ». [خ¦6052]
          في حديث جَرير عن الأعمش، ثم قال: «بلى؛ أمَّا أحدُهما فكان يمشي بالنَّميمة(1)، / وأمَّا الآخرُ فكان لا يستَتِرُ من بَوله.
          قال: فدعا بعَسيبٍ رَطْبٍ فشقَّه باثنين، ثمَّ غرَس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً، ثمَّ قال: لعلَّه أن يخفَّفَ عنهما ما لم يَيبَسا». [خ¦1378]
          وفي حديث أبي معاويَةَ عن الأعمش: «أمَّا أحدهما فكان لا يستَتِرُ من البَولِ». [خ¦218]
          وفي رواية عبد الواحد عن الأعمش نحوُه، إلَّا أنَّه قال: «وكان الآخرُ لا يستَنزِهُ(2) عن البَول أو: من البَول».
          وقد أخرجَه البخاريُّ أيضاً وحدَه من حديث منصورٍ عن مجاهدٍ بنحوِه عن ابنِ عبَّاسٍ، وفيه: «والآخرُ لا يستَتِرُ من بَولِه». [خ¦216]


[1] النَّمَّام، والقتَّات، والدَّيبوب، والتَّلَّاع، والمِثلَب، والقشَّاش، والنَّمَّال، والنَّمِل بمعنًى واحدٍ، وروينا عن ابن الأعرابي أنه قال: القتَّات: الذي ينقل عنك ما تحدِّثه به وتستكتِمه إياه، والقشَّاش: الذي يتسمَّع عليك ما تحدث به غيرَه، ثم ينقله عنك.
[2] لا يتنزَّهُ أي: لا يتباعَد ولا يتحفَّظ، والتنزُّه؛ عن القبيح، ومكان نزِهٌ أي؛ خالٍ من الأنيس.