الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم

          996- الحادي والعشرون: عن طاوُس بن كَيسَان _من رواية مجاهد عنه_ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: قال رسول الله صلعم يوم فتح مكَّة: «لا هجرَةَ، ولكن جهادٌ / ونيَّةٌ، وإذا استُنفِرتُم فانفروا وقال يومَ فتحِ مكَّة: إنَّ هذا البلدَ حرَّمه الله يومَ خلقَ السَّمواتِ والأرضَ، فهو حرامٌ بِحُرمَةِ الله إلى يومِ القيامَةِ، وإنَّه لم يَحِلَّ القتالُ فيه لأحدٍ قبلي، ولم يَحِلَّ لي إلَّا ساعةً من نهارٍ، فهو حرامٌ بحُرمَة الله إلى يومِ القيامَةِ، لا يُعضَدُ(1) شوكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صيدُه(2)، ولا تُلتقَطُ لُقطَتُه إلَّا من عرَّفَها، ولا يُخْتَلَى خَلاه(3).
          فقال العبَّاس: يا رسولَ الله؛ إلَّا الإذْخِرَ(4)، فإنَّه لِقَينِهم وبيوتِهم، فقال: إلَّا الإذْخِرَ». [خ¦1587]
          قال أبو مسعود: قال فيه الأعمش: عن مجاهد عن ابنِ عبَّاسٍ.
          ولم يخرجاه من حديث الأعمش، وقد(5) أخرجه البخاريُّ تعليقاً من حديث عمرو بنِ دينارٍ عن عكرمَةَ(6) عن ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا يُعضَدُ عِضَاهُها(7)، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تَحِلُّ لُقَطتُها إلَّا لِمُنشِدٍ(8)، ولا يُختَلى خَلَاها. /
          قال العبَّاس: يا رسولَ الله؛ إلَّا الإذْخِرَ، قال: إلَّا الإذْخِرَ». لم يزد. [خ¦2433]
          وهكذا في كتاب البخاريِّ على خلاف ما ذكره أبو مسعود.
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث خالد بن مِهْران الحذَّاء عن عكرمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «حرَّم الله مكَّة، فلم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ بعدي، أُحِلِّت لي ساعةً من نهارٍ، لا يُختَلى خَلَاها، ولا يُعضَد شجرُها، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تحلُّ لُقَطتها إلَّا لِمعَرِّف».
          فقال العبَّاس: إلَّا الإذْخِرَ، لصاغَتِنا وقُبورِنا _وفي رواية خالد بن عبد الله عن خالد الحذَّاء: «ولسُقُفِ بُيُوتِنا_ ، فقال: إلا الإذْخِرَ.
          فقال عكرمَةُ: هل تدري ما يُنَفَّرُ صيدُها؟ هو أن يُنَحِّيَه من الظِّلِّ وينزِلَ مكَانَه». [خ¦1349]
          وقد أخرجه من حديث الحسنِ بن مسلمٍ عن مجاهدٍ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال... مرسلاً. وفي آخره عن ابن جُريجٍ عن عبد الكريم عن عكرمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ نحوه أو مثله. [خ¦4313]


[1] يُعضَد: أي يكسر، والعَضْد: قطع الشجر بالمِعضَد، وهو كالسيفِ يُمتهَن في قطع الشجر، والعاضِدُ القاطع، والعضيد والعضِدُ: ما قُطعَ من الشجرة إذا عُضِدت.
[2] ولا يُنَفَّرُ صيدُه: أي؛ لا يُزعَجُ من مكانه ولا يقصَدُ إلى إزالته، وعن عكرمةَ أن ينحَّى من الظلِّ وينزل مكانه.
[3] الخلاء مقصورٌ: الحشيش الرطْبُ، والواحدة خلاة، وأخليتُه: إذا جَزَزته، والمِخلى الآلة التي يُجَزُّ بها.
[4] الإذْخِر: حشيشة طيِّبةُ الريح تكون بمكةَ.
[5] في (ابن الصلاح): (وقال).
[6] سقط قوله: (عن عكرمة) من (أبي شجاع).
[7] العِضاهُ: شجر من شجر الشَّوك كالطَّلْح والعَوسَج، ويقال: بعير عضِهٌ إذا كان يأكل العِضاه، وأرض عضِهة وعَضيهةٌ: إذا كانت كثيرةَ العِضاه.
[8] أنشدتُ الضالَّةَ: عرَّفتها، والمنشد: المعرِّف.