الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أنا ممن قدم النبي ليلة المزدلفة في

          1014- التَّاسع والثَّلاثون: عن عُبيد الله بن أبي يزيد أنَّه سمِع ابن عبَّاسٍ يقول: «أنا ممَّن قدَّم النَّبيُّ صلعم ليلةَ المزدَلِفَة في ضَعفَة أهلِه». [خ¦1678]
          قال أبو مسعودٍ في هذه التَّرجمة: وفي حديث حمَّاد بن زيد: «بَعثَنا النَّبيُّ صلعم في الثَّقَلِ من جَمعٍ بليلٍ،[ورَمَينا قبل أن يأتينا النَّاس».] [خ¦1677]
          وقال أبو مسعودٍ: وفي حديث عبد الله بن محمَّد عن سفيانَ: «كنت أنا وأمِّي من المستَضعَفين»، ذكَره مع هذا الحديث فيمن قدَّم النَّبيُّ صلعم ليلةَ المزدَلِفَة.
          وقوله: «كنت أنا وأمِّي من المستضعفين» إنَّما هو في أمرِ الهِجرَة، وكونُهم / بمكَّة ممنوعَين من الخروج، وإنَّما ذكَره البخاريُّ في تفسيرِ سورة النِّساء لذلك، وقرَن معه ما أخرجَه من حديث ابن أبي مُليكة: «أنَّ ابن عبَّاسٍ تلا: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء} [النساء:98]، فقال: كنت أنا وأمِّي ممَّن عذَر الله»، وهو من أفراده. [خ¦4588]
          وقد روى من حديث سفيانَ عن(1) عُبيد الله عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «كنت أنا وأمِّي من المستَضعَفين، أنا من الوِلدان، وأمِّي من النِّساء». [خ¦1357]
          ولم يذكرِ البخاريُّ هذا اللفظ في كتاب الحجِّ أصلاً، وأمَّا مسلمٌ فليس هذا اللَّفظُ فيما أخرَجه، والمستَضعَف غير الضَّعيف.


[1] في (ابن الصلاح): (عنه عن).