الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ذكر التلاعن عند رسول الله، فقال عاصم

          989- الرَّابع عشر: عن القاسمِ بنِ محمَّد بن أبي بكرٍ الصِّدِّيق عن ابنِ عبَّاسٍ ♥ قال: «ذُكِرَ التَّلاعنُ(1) عندَ رسولِ الله صلعم، فقال عاصمُ بنُ عَديٍّ في ذلك قولاً ثمَّ انصرَفَ، فأتاه رجلٌ من قومهِ يشكو إليه أنَّه وجَد مع أهلِه رجلاً، فقال عاصمٌ: ما ابتُلِيتُ بهذا إلَّا لقولي، فذهَب به إلى رسولِ الله صلعم، فأخبَره بالَّذي وجَد عليه امرأتَه، وكان ذلك الرَّجل مصفرَّاً قليلَ اللَّحمِ، سَبِطَ الشَّعَرِ(2)، وكان الَّذي ادَّعى عليه أنَّه وجدَه عندَ أهلِه خَدِْلاً(3) آدمَ(4) كثيرَ اللَّحمِ، فقال رسولُ الله / صلعم: اللَّهمَّ بيِّن. فوَضَعتْ شبيهاً بالرَّجل الَّذي ذكَر زوجُها أنَّه وجَده عندَها. فلاعنَ رسولُ الله صلعم بينَهُما».
          فقال رجلٌ لابن عبَّاسٍ في المجلسِ: أهِيَ الَّتي قال رسولُ الله صلعم: «لو رجمتُ أحداً بغير بيِّنةٍ رجمتُ هذه؟ فقال ابنُ عبَّاسٍ: لا، تلكَ امرأةٌ كانت تُظهِرُ في الإسلامِ السُّوءَ»(5). [خ¦5310]
          وحديثُ سفيانَ مختصرٌ، قال: «ذكَر ابنُ عبَّاسٍ المتلاعنَينِ، فقال عبد الله بن شدَّاد: هي الَّتي قال رسولُ الله صلعم فيها: لو كنتُ راجماً أحداً بغير بيِّنةٍ لرجمتُها.
          فقال: لا، تلك امرأةٌ أَعْلَنَتْ». لم يزد. [خ¦6855]


[1] في (أبي شجاع): (المتلاعنين)! .
[2] يقال: شعر سبْطٌ وسبِـَطٌ: إذا كان سهلاً، وقد سبِطَ شعرُه: إذا انبسط ولم يتجعَّد، وشعر جَعدٌ إذا كان منثنياً، فإن زادت جعودته كان قَططاً.
[3] الخَدِل: الممتلئ الأعضاء الرَّقيق العظام.
[4] الآدمُ: الأسمَر.
[5] أخرجه البخاري ░5310▒ و░5316▒ و░6856▒، ومسلم ░1497▒ من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه به.السُّوء: الشَّر وما يقبُح في الدِّين.