الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله

          1004- التَّاسع والعشرون: عن الحسنِ بن مسلمِ بن يَنَّاقٍ عن طاوُسٍ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «شهدتُ الصَّلاة يومَ الفِطرِ مع رسولِ الله صلعم وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ، فكلُّهم يصلِّيها قبل الخطبة ثمَّ يَخطُب بعدُ، فنزَل نبيُّ الله صلعم وكأنِّي أنظر إليه حين يُجلِسُ الرِّجالَ بيده، ثمَّ أقبلَ يَشقُّهم حتَّى أتى النِّساء مع بلال، فقرأ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [الممتحنة:12] حتَّى فرَغ من الآية كلِّها، ثمَّ قال حين فرَغ: أنتُنَّ على ذلك؟ فقالت امرأةٌ واحدةٌ، لم يُجبه غيرُها: نعَم يا رسولَ الله _لا يدري / الحسن من هي_ قال: فتصدَّقنَ، وبسَط بلالٌ ثوبَه، فجَعلن يُلقينَ الفَتَخَ(1) والخَواتِيم في ثوبِ بلالٍ». [خ¦979]
          وفي حديث أبي عاصمٍ: «شهدتُ العيدَ مع رسولِ الله صلعم...». [خ¦962]
          وفي حديث عبد الرزاق عند قوله: «فبسطَ بلالٌ ثوبَه، وقال: هَلُمَّ، فداءً لكنَّ أبي وأمِّي. فيُلقينَ الفَتَخَ والخَواتِيم».
          قال عبد الرزاق: الفَتَخ: الخَواتِيم العِظام كانت في الجاهليَّة.
          وأخرجا من حديث عطاءِ بن أبي رباحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّه قال: «أشهدُ على النَّبيِّ صلعم _وقال عطاء: أشهدُ على ابنِ عبَّاسٍ_ أنَّ النَّبيَّ صلعم خرَج ومعه بلالٌ، فظنَّ أنَّه لم يُسمِع النِّساءَ، فوعظَهنَّ وأمرَهنَّ بالصَّدقة، فجعلتِ المرأة تُلقي القُرطَ والخَاتَـِم والشَّيء، وبلالٌ يأخُذ في طرفِ ثوبِه». [خ¦98]
          وأخرجا من حديث عَديِّ بن ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «خرَج النَّبيُّ صلعم يومَ عيد فصلَّى ركعَتين، لم يصلِّ قبلَها ولا بعدَها، ثمَّ أتى النِّساءَ وبلالٌ معه، فأمرَهنَّ بالصَّدقة، فجعلتِ المرأة تَصدَّق بِخُرصِها وسِخَابِها»(2). / [خ¦964]
          وفي رواية معاذ بن معاذ عن شعبَةَ: «خرَج في يومِ أضحى أو فطرٍ».
          وفي رواية سليمانَ بن حرب عنه: «أنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى يوم الفطرِ ركعَتين...» الحديثَ. [خ¦964]
          وأخرجا عن عطاء بن أبي رباح: «أنَّ ابن عبَّاسٍ أرسلَ إلى ابن الزُّبير أوَّل ما بُويِعَ له: أنَّه لم يكن يؤذَّن للصَّلاة يوم الفطرِ، فلا تؤذِّن لها، قال: فلم يؤذِّن لها ابن الزُّبير يومَه، وأرسَلَ إليه مع ذلك: إنَّما الخُطبَة بعدَ الصَّلاة، وأنَّ ذلك قد كان يُفعَل، قال: فصلَّى ابن الزُّبير قبل الخُطبَة». [خ¦959]
          وعن عطاء عن ابنِ عبَّاسٍ وعن جابر بن عبد الله قالا: «لم يكن يؤذَّن يومَ الفِطرِ ولا يومَ الأضحى». [خ¦960]
          جعل أبو مسعود هذا والَّذي قبلَه في الأذان طرفاً من حديث عطاء في وعظ النِّساء، وجمع أسانيدَ ذلك في الأوَّل، ولم يذكر متنَ الأذان، ويَحتمِل أن يفرد من ذلك حديث الأذان لأنَّهما معنيان مختلفان، ولأنَّهما أفرداه عن الأوَّل في الكِتابين.


[1] الفَتَخ: خواتيمُ عظامٌ كانت في الجاهلية، كذا في رواية عبد الرزاق، وقال أبو نصر عن الأصمعيِّ: هي خواتيمُ لا فصوصَ لها، واحدها فتَخة، قال ابن السِّكِّيت: وجمعها فتَخاتٌ وفَتَخٌ، ويقال أيضاً: فِتاخ.
[2] الخُـِرْص: الحلقة الصغيرة من الحليِّ، تُجعَلُ في الأذن.والسِّخاب: خيط يُنظَمُ فيه خرَزٌ، وتلبسه الجَواري والصبيان، وجمعه سُخُب، وهو من المُعاذات.