الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أمرنا النبي أن نسجد على سبعة أعضاء

          998- الثَّالث والعشرون: عن طاوُس _من رواية عمرِو بن دينارٍ عنه_ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «أمرَنا النَّبيُّ صلعم أن نسجُد على سبعةِ أعضاءٍ _ولا نَكُفَّ شعراً ولا ثوباً_ ؛ الجبهَةِ، واليَدَينِ، والرُّكبَتين، والرِّجلَين». [خ¦809]
          وفي حديث شعبةَ وأبي عوانَةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «أُمِرنَا أن نسجُدَ...»، كذا قال أحدُهما في روايته. [خ¦810]
          وقال الآخرُ: إنَّه قال: «أُمِرتُ أن أسجُدَ...» وذكَره. / [خ¦816]
          ومنهم من قال: «على سبعةِ أعظُم».
          وأخرجاه من حديثِ عبد الله بن طاوُس عن أبيه عن ابنِ عبَّاسٍ قال: قال النَّبيُّ صلعم: «أُمِرتُ أن أسجُدَ على سبعةِ أعظُمٍ؛ على الجبهةِ _وأشار بيده على أنفِه_ واليَدين، والرُّكبتَين، وأطرافِ القَدَمين، ولا نكفِتَ الثِّياب، ولا الشَّعر»(1). [خ¦812]
          وفي حديث ابنِ عيينَةَ عن طاوُس: «أُمِرَ النَّبيُّ أن يسجُدَ منه على سبعةٍ، ونُهي أن يَكفِتَ الشَّعرَ والثِّيابَ».
          وقد روى مسلمٌ نحوَه أيضاً من حديث حَمَّاد بنِ زيدٍ عن عمرو بنِ دينارٍ. [خ¦815]
          وروى أيضاً من حديث بُكيرِ بن عبد الله بن الأشجِّ عن كُريبٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: «أنَّه رأى عبد الله بنَ الحارثِ يصلِّي ورأسُه معقوصٌ(2) من ورائه، فقام فجعل يَحُلُّه، فلمَّا انصرَفَ أقبلَ إلى ابنِ عبَّاسٍ فقال: ما لك ولرأسي؟ فقال: إنِّي سمِعت رسول الله صلعم يقول: إنَّما مَثَلُ هذا مَثَلُ الَّذي يُصَلِّي وهو مَكتوفٌ» (3).


[1] نهى أن نكفت الشعر والثياب: أي؛ نضمَّهما ونجمعَهما من الانتشار، كالعَقْص في الشَّعر، والربط في الثياب، والكَفْت: الجمع والضم، قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات:25] أي: تضمُّهم في حال الحياة والموت على ظهرها وفي بطنها.
[2] عَقْصُ الشَّعر: ضفرُه وفتلُه، والمعقوص: المضفور.
[3] الكِتاف: الرَّبط والشدُّ أيضاً.