الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي أتى الخلاء فوضعت له وضوءاً

          1012- السَّابع والثَّلاثون: عن عُبَيد الله بن أبي يزيد المكِّيِّ عن ابنِ عبَّاسٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أتى الخلاءَ فوضَعتُ له وَضوءاً، فلمَّا خرَج قال: مَن وضَع هذا؟ فأُخبِرَ، في كتاب مسلم: قال: اللَّهمَّ فقِّهه(1).
          وفي كتاب البخاريِّ قال: اللَّهمَّ فقِّهه في الدِّين». [خ¦143]
          وحكى أبو مسعودٍ قال: «اللَّهمَّ فقِّهه في الدِّين [وعلِّمه التَّأويل(2)».] ولم أجده في الكِتابين (3).
          وروى البخاريُّ من حديث خالد الحذَّاء عن عكرمةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «ضمَّني النَّبيُّ صلعم إلى صدره، وقال: اللَّهمَّ علِّمه الحِكمَة»(4). [خ¦3756]
          وفي رواية / وُهيب: «علِّمه الكِتابَ». [خ¦7270]


[1] الفِقه: العلم بالشيء، يقال: فقِهته أفقَهه؛ أي: علمتُه، وكل علمٍ بشيء فهو فِقه، ثم اختص به علمُ الشريعة، فقيل لكل عالمٍ بها: فقيهاً، فإذا قيل: فقُه بضم القاف، فمعناه صار فقيهاً، وقوله تعالى: {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ} [التوبة:122] أي: ليكونوا علماءَ، وفي الدعاء: «اللهم فقِّهه» أي: فهِّمه.
[2] التَّأويل: التفسير.
[3] قال ابن حجر: وهو كما قال.
[4] الحكمةُ: كل ما منعَ من الجهل، ومنه: حَكَمةُ الدابَّة؛ لأنها تمنع الخلافَ منها، والحُكم بمعنى الحِكْمة، قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم:12] وقال عليه السلام: «إنَّ من الشِّعر لَحِكماً».أي إنَّ منه كلاماً نافعاً، يمنع من الجهل والسفَه، وينهى عنهما.