التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب

          ░16▒ (باب مَا يُعْطَى فِي الرُّقْيَةِ / عَلَى أَحْيَاءِ العَرَبِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ)
          لفظة (أَحْيَاءِ الْعَرَبِ) ساقطة في بعض النسخ، وسبب إثباتها: أن القصة وقعت فيهم، و(الرُّقْيَةِ) بضم الراء وسكون القاف: العوذة.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَن النَّبِيِّ صلعم أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ أَجْرًا على كِتَابِ اللهِ) هذا التعليق يأتي مسندًا، وهو حجَّة على الحنفية والزهري وإسحاق والحسن بن حي في عدم الأخذ.
          قوله: (وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لاَ يَشْتَرِطُ المُعَلِّمُ، إِلَّا أَنْ يُعْطَى شَيْئًا فَلْيَقْبَلْهُ) هذا الأثر رواه ابن أبي شيبة عن مروان بن معاوية عن عمار بن الحارث عنه قال: وحدَّثنا وكيع: حدَّثنا سفيان عن أيوب بن عابد الطائي عنه به.
          قوله: (وَقَالَ الحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا كَرِهَ أَجْرَ المُعَلِّمِ) هذا الأثر رواه ابن أبي شيبة فقال: حدَّثنا يزيد بن هارون: أخبرنا شعبة عنه به، وأثر الحسن رواه ابن أبي شيبة: حدَّثنا حفص عن أشعث عنه: لا بأس أن يأخذ على الكتاب أجرًا، وكره الشرط.
          قوله: (وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ بِأَجْرِ القَسَّامِ بَأْسًا) رواه ابن أبي شيبة فقال: حدَّثنا وكيع حدَّثنا همام عن قتادة عن يزيد الرشك عن القاسم قال: قلت لابن المسيب: ما ترى في كسب القسَّام؟ فكرهه، قلت: إنِّي أعمل به حتى يعرق جبيني، فلم يرخِّص لي، قال قتادة: وكان الحسن يكره كسبه، قال قتادة: وقال ابن سيرين: إن لم يكن خبيثًا فلا أدري ما هو.
          والتعليق الأخير أسنده ابن ماجه عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة به، ثمَّ قال: صحيح، وهو أصحُّ من حديث الأعمش عن أبي بشر عن أبي بصرة، ورواه النسائي عن يزيد بن ميمون عن هشيم وعن بندار عن غندر عن شعبة جميعًا عن أبي بشر، وفي ابن ماجه: بعثنا النَّبي صلعم في ثلاثين راكبًا، في النسائي: وذلك ليلًا، وسيأتي عند البخاري عن ابن عباس: فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذتَ على كتاب الله أجرًا، وادَّعى ابن المغزي اضطرابه، قال: لأنَّ في رواية أنَّ أبا سعيد قرأ ورقى، وفي أخرى: أنَّ غيره الراقي، وليس كما ادَّعى، والذي فيه أنَّه الراقي، وفي رواية: أن رجلًا رقى، كنَّى بذلك عن / نفسه، فلا اضطراب.
          وقوله: (كَانَ يُقَالُ: السُّحْتُ الرِّشْوَةُ) الأول بضم الحاء المهملة وسكونها، وبالأول جاءت التلاوة في قولة تعالى: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}[المائدة:42]، والرشوة بكسر الراء وضمها.