تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}

          ░4▒ (بَابُ: قَولِ اللهِ تَعَالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِالفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}[الأنفال:9]) أي: متتابعين بعضهم إثرَ بعض، و(إذ) ظرف لمقدر، أي: اذكر(1) أو بدل مِن {إِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ}[الأنفال:7] ({وَمَا جَعَلَهُ اللهُ}) أي: الإمداد ({إلا بُشْرَى}[الأنفال:10]) أي: بشارةً لكم بالنصر ({إِذْ يغشاكم}[الأنفال:11]) أي: اذكر إذ، أو بدل ثان، ({أَمَنَةً}) _بالنصب_ مفعول له. ({مِنْهُ}) أي: مِن الله، وعن ابن مَسعود: النُّعاس في القتال أَمَنة مِن الله وفي الصلاة مِن الشيطان. ({رِجْزَ الشَّيطَانِ}) أي: وسوسته وكيده. ({وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}) أي: بالصبر والإقدام على مجالدة العدوِّ، وهو شجاعة الباطن. ({وَيُثَبِّتَ بِهِ}) أي: بماء المطر. ({الأَقْدَامَ} [الأنفال:11]) أي: لئلا تسوخ في الرَّمل، وهو شجاعة الظاهر(2). ({إِذْ يُوحِي رَبُّكَ}[الأنفال:12]) متعلق بقوله: ({وَيُثَبِّتَ}) أو بـ اذكُر مقدَّرًا، أو بدل ثالث. ({فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}) أي: بشروهم بالنصر. ({الرُّعْبَ}) أي: الخوف. ({فاضربوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال:12]) أي: أصابع، أي: حزُّوا(3) رقابهم واقطعوا أطرافهم. ({ذلِكَ}[الأنفال:13]) أي: الضرب. ({فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الأنفال:13]) ساق الآيات كلها إلى هنا، وفي نسخة: <{إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}[الأنفال:9] إلى قوله: {العِقَابِ}[الأنفال:13]> وفي أخرى: <إلى قوله: {فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}>.


[1] في المطبوع: ((واذكر)).
[2] قوله : ((أي بماء المطر...شجاعة الظاهر)) ليس في (ع).
[3] في (ع): ((جزوا)).