تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب صفة الشمس والقمر

          ░4▒ (بَابُ: صِفَةِ) أي: تفسير صفة (الشَّمْسِ وَالقَمَرِ {بِحُسْبَانٍ} [الرحمن:5]) قال الزَّمَخشَري: أي: بحساب معلوم وتقديرٍ سويٍّ يجريان(1) في بروجهما ومنازلهما. (كَحُسْبَانِ الرَّحَى) أي: يجريان على حسب حركتها وعلى وضعها. (وَقَال غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا يَعدُوَانها) أي: لا يتجاوزان المنازل. (حُسْبَانٌ: جَمَاعَةُ حِسَابٍ) في نسخة: <جَمَاعَةُ الحِسَابِ>، (مِثْلُ شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ) والمعنى: أنهما يجريان متعاقبين بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما، و(2)بذلك تنشق(3) أمور الكائنات السفلية، وتختلف الفصول والأوقات وتُعلم السنون والحساب.
           (ضُحَاهَا) أي: في قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:1] معناه: (ضَوْؤهَا: {أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ}) أي: في قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ} [يس:40] معناه(4): (لَا يَسْتُرُ (5) أَحَدُهُمَا ضَوْءَ الآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ) أي: لا يصح منهما إذ لا قدرة لهما عليه.
           ({سَابِقُ النَّهَارِ}) أي: في قوله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس:40] معناه: (يَتَطَالبَانِ حَثِيثَاْنِ) أي: سريعان، وفي نسخة: <حَثِيثَيْنِ> أي: فلا تسبق آية الليل آية النهار.
           ({نَسْلَخُ}) أي: في قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس:37] معناه: (نُخْرِجُ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ) في نسخة: <يَنْسَلِخُ يَخرج أحدهما مِن الآخر>، بزيادة نونٍ(6) في الأول، وبياءٍ مفتوحة بدل النون في الثاني. (وَنُجري(7) كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا) عطف على (نُخْرِجُ(8))، وهو على النسخة الأولى: بنونٍ ونصب (كُلَّ)، وعلى الثانية: بياء مفتوحة ورفع (كُلُّ). وفي نسخة: <وَيَجْرِيْ كُلٌّ> بفتح الياء ورفع (كُلٌّ) منونًا.
           ({وَاهِيَةٌ}) أي: في قوله تعالى: {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الحاقة:16] معناه: متشققة، إذ (وَهيُها(9): تَشَقُّقُهَا).
           ({أَرْجَائِهَا}) أي: في قوله تعالى: {وَالمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} [الحاقة:17] معناه: (مَا لَمْ يَنْشَقَّ مِنْهَا(10) فَهِيَ) / أي: الملائكة (عَلَى حَافَتَيْهِ) أي: حافتي ما لم ينشق منها، وفي نسخة: <فَهُوَ> أي: الملَك، وفي أخرى: <فَهُمْ>، وفي أخرى: <عَلَى حَافَتَيْهَا> أي: السماء. (كَقَوْلِكَ: عَلَى أَرْجَاءِ البِئْرِ) في أنَّ المراد: عَلَى حَافَتَيْهَا.
           ({أَغْطَشَ}) أي: في قوله تعالى: {أَغْطَشَ لَيْلَهَا} [النازعات:29]. (وَ{جَنَّ}) أي: في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} [الأنعام:76] معناهما: (أَظلَمَ).
          {كُوِّرَتْ}) أي: في قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير:1]، معناه: (تُكَوَّرُ حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْءُهَا) ومعنى (تُكَوَّرُ): تُلَفُّ، مِن قولك: كوَّرت العمامة، أي(11): إذا لففتها، وقيل: معنى كوِّرت: أظلمت. ({وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ }) [الانشقاق:17] معنى وسقَ: (جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ)، وفي نسخة: <{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ }[الإنشقاق:17] يقال: وسقَ جمعَ مِن دابَّة>.
          (اتَّسَقَ) أي في قوله تعالى: {وَالقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } [الانشقاق:18] معناه: (اسْتَوَى).
          (بُرُوجًا) أي في قوله تعالى: {جَعَلَ السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان:61] معناه: (مَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ) وهي اثنا عشر. (الحَرُورُ) يعني في قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الحَرُورُ } [فاطر:21] أي: (بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ وَقَال ابْنُ عَبَّاس) زاد في نسخة: <وَرُؤْبَةُ>. (الحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ).
          (يُقَالُ: يُولِجُ) أي: (يُكَوِّرُ) أي: يلف الليل أو النهار في الآخر. (وَلِيجَةً) أي: في قوله تعالى: {وَلَا المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} [التوبة:16] معناه: (كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ) أي(12): إدخال الشيء في غيره، والمعنى لا تتخذوا بطانة ليست مِن المسلمين، وقوله: بِحُسْبَانٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: إلى آخره ساقط مِن نسخة.


[1] قوله: ((يجريان)) ليس في (د).
[2] قوله: ((و)) ليس في (د).
[3] في المطبوع و(د): ((تتسق)).
[4] قوله: ((ضَوْؤهَا... أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ، معناه)) ليس في (د).
[5] زاد في المطبوع و(د): ((ضوء)).
[6] في النسخ الخطية و(د): ((ياء)).
[7] في النسخ الخطية: ((يجري)).
[8] في المطبوع: ((يخرج)).
[9] في (د) مكان قوله: ((إذ وهيها)) غير واضح.
[10] في (د) مكان قوله: ((ما لم ينشق منها)) غير واضح.
[11] قوله: ((أي)) ليس في (ع) و(ك) والمطبوع و(د).
[12] قوله: ((أي)) ليس في (ع).