تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده}

          ░1▒ (مَا جَاءَ) في نسخة: <بَابُ: مَا جَاءَ>. ({وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:27]) أي: والإعادة أسهل عليه مِن الإبداء، بالإضافة إلى قُدَركم وإلا فهما عليه سواء لا تفاوت عنده تعالى بين الإبداء والإعادة، وذكر الضمير مع أن المراد به الإعادة نظرًا للمؤول بالمصدر، إذ المعنى: وأنْ يعيدَه أهونُ عليه، قاله الزَّمخشَري. (قَال) في نسخة: <فَقَال>.
          ({أَفَعَيِينَا}) أي: في قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالخَلْقِ الأَوَّلِ} [ق:15] معناه: (أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا) أي: ما أعجزنا الخلقُ (حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ) أي: الأولَ حتى تعجزنا الإعادة! والهمزة فيه للإنكار، وعدل عن التكلم في قوله: (أَنْشَأَكُمْ) إلى الغيبة التفاتًا.
           ({مِنْ لُغُوبٍ}) أي: في قوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38] معناه: (النَّصَبُ) أي: التعب، وفيه رد لما زعمته اليهود مِن أنه تعالى بدأ العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العَرش.
           ({أَطْوَارًا}) أي: في قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } [نوح:14] معناه: خلقهم. (طَوْرًا كَذَا، وطَوْرًا كَذَا) أي: على صفات؛ لأنه خلقهم أولًا عناصرَ، ثم مركَّباتٍ، ثم أخلاطًا، ثم نُطَفًا، ثم عَلَقًا، ثم مُضَغًا، ثم عِظامًا ولحُومًا، ثم أنشأهم خلقًا آخر. (عَدَا) أي: جاوز (طَوْرَهُ أَيْ: قَدْرَه) لفظ: (أَيْ) ساقط مِن نسخة.