تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: في النجوم

          ░3▒ (بَابٌ: فِي النُّجُومِ) أي: في بيان ما جاء فيها. (و{رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}) ضمير {وَجَعَلْنَاهَا} [الملك:5] لأنواع المصابيح لا للمصابيح؛ لأنه لا يُرمى بها بل بشهُبٍ(1) مستمدة منها. (وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا) قال تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:16] (فَمَنْ تَأَوَّلَ بِغَيْرِ ذَلِكَ) في نسخة: <فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ> أي: مِن عِلم أحكام ما يدلُّ عليه حركاتها ومقارناتها(2) في سيرها وأنَّ ذلك يدلُّ على حوادثَ أرضية. وقد جرى البخاري على عادته في ذكر تفسير آياتٍ استطرادًا لكثرة الفائدة، فقال: ({هَشِيمًا}) يعني في قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا} [الكهف:45] (أَيْ: مُتَغَيِّرًا) وقيل أي: يابسًا متفتتًا، ولا منافاة(3) بينهما. (وَالأَبُّ) أي: في قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس:31] معناه: (ما تأكل(4) الأنعام)، (والأنامُ) أي: في قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن:10] معناه: (الخَلْقُ) وواو (وَالأَنَامُ(5)) ساقطة مِن نسخة. (بَرْزَخٌ) أي: في قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ} [الرحمن:20] معناه: (حَاجِبٌ) وفي نسخة: <حَاجِزٌ> بالزاي بدل الموحدة. (الفَافًا) يعني: في قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ الفَافًا} [النبأ:16] أي: (مُلْتَفَةٌ) بعضها على بعض. (وَالغُلْبُ) أي: في قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْبًا} [عبس:30] معناه: (المُلْتَّفَةُ) أيضًا. (فِرَاشًا) هي(6) في قوله تعالى: {وجَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة:22]؛ أي: (مِهَادًا) (كَقَوْلِهِ: {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [البقرة:36]) أي: موضع قرار، فالمهاد والمستقر معناه(7) واحد، وكل منهما تفسير للفراش. (نَكِدًا) يعني: في قوله تعالى: {لَا يَخْرُجُ إلا نَكِدًا} [الأعراف:58] أي: (قَلِيْلًا) عديم النفع.


[1] في (ع) و(ك): ((لشهب)).
[2] في المطبوع: ((في مقارناتها)).
[3] في المطبوع: ((منفاة)).
[4] في (ع) و(ك): ((يأكل)).
[5] في المطبوع: ((الأنام)).
[6] في المطبوع و(د): ((يعني)).
[7] في المطبوع و(د): ((معناهما)).