التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: انشق القمر على عهد رسول الله شقتين

          3636- قوله: (عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ): هو عبد الله بن يَسَار؛ بالمُثَنَّاة تحت، وبالسين المُهْمَلَة المُخَفَّفة، وكنيةُ عبدِ الله: أبو يَسَار؛ كاسم أبيه، مكِّيٌّ، مولى ثقيف، عن أبيه، وطاووسٍ، ومجاهدٍ، وعنه: شعبةُ وابنُ عُلَيَّة، ثقةٌ، تُوُفِّيَ سنة ░131هـ▒، أخرج له الجماعةُ، له ترجمةٌ فِي «الميزان»؛ لأجل الاعتقاد.
          قوله: (عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ): هو(1) بفتح الميمَين، بينهما عين مهملة، واسمُه عبدُ الله بن سَخْبَرة، صدوقٌ، ذكره في «الميزان» تمييزًا.
          تنبيهٌ: لهم آخَرُ يُقَال له: (عبد الله بن سَخْبَرة)، روى عن أبيه، وعنه: أبو داود نُفيع، تفرَّد عنه نُفيع، أخرج له التِّرْمِذيُّ فقط.
          قوله: (انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم شِقَّتَيْنِ): هذا ظاهِرٌ، ووقع في «مسلم» و«التِّرْمِذيِّ»: (انشقَّ القمر مرَّتين)، قال أبو عبد الله ابن إمام الجوزيَّة في «إغاثة اللَّهفان» في مسألة الطلاق _ونحوُه في «الهَدْي»، واللفظ لـ«الإغاثة»، وإنَّما سُقت هنا لفظَها؛ لأنَّه أطولُ وأحسنُ_: («المرَّات» يُراد بها الأفعالُ تارةً والأعيان تارةً، وأكثر ما تستعمل في الأفعال، وأمَّا الأعيان؛ فكقوله في الحديث: «انشقَّ القمر مرَّتين» و«فلقتين»، ولمَّا خَفِيَ هذا على مَن لم يُحِط به علمًا؛ زعم أنَّ الانشقاق وقع مَرَّةً بعد مَرَّةٍ في زمانين، وهذا ممَّا يَعلم أهلُ الحديث ومَن له خبرةٌ بأحوال الرسول ╕ وسيرتِه أنَّه غلطٌ، وأنَّه لم يقع الانشقاق إلَّا مَرَّةً واحدة)، انتهى، وقال شيخنا العِرَاقيُّ: إنَّه / انشقَّ مرَّتين، وسيأتي لفظه قريبًا في (انشقاق القمر)، وقد كاتبتُ شيخَنا إلى القاهرة لمَّا وقفت على كلامه في «سيرته المنظومة»، وذكرتُ له كلام ابن القَيِّمِ؛ فلم يَردَّ جوابًا لذلك، وسأذكر في (باب انشقاق القمر) زيادةً على ما ذكرتُ هنا؛ فراجعه إنْ أردته [خ¦63/36-5778].


[1] في (ب): (تَقَدَّمَ أنَّه).