التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض

          قوله: (وَتَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً): أمَّا (الفُـَـِرْصة)؛ فهي مثلَّثة الفاء، ساكنة الرَّاء، وبالصَّاد المهملة، كذا حكاه شيخنا المؤلِّف عنِ ابن سيده، ولم يذكر ابن الأثير وكذا النَّوويُّ إلَّا الكسر، والله أعلم، وقال الدِّمياطيُّ: («الفرصة»: القطعة من الصُّوف أو القطن، وفرصت الشَّيء: قطعته، و«المَسك»؛ بفتح الميم: الجلد؛ أي: من جلدٍ فيه شعر، ومن رواه بكسر الميم؛ أراد به: الطِّيب، وأمَّا قوله: «ممسَّكةً»؛ أي: مطيَّبةً بالمِسك، وقيل: ذات مَسك؛ أي: جلد؛ [أي]: قطعة صوف بجلدها؛ لأنَّه أضبط لها)، ولم يذكره تجاه هذا المكان، لكن نقلته أنا إلى هنا، وللناس كلام كثير في ذلك، وقد اقتصرت أنا على كلام من ذكرت(1) وكلام النَّوويِّ، قال النوويُّ في «شرح مسلم»: («الفِرْصة»؛ بكسر الفاء، وإسكان الرَّاء، وبالصَّاد المهملة؛ وهي القطعة، و«المِسك»؛ بكسر الميم، هو الصَّحيح المختار الذي قاله ورواه المحقِّقون، وعليه الفقهاء وغيرهم من أهل العلوم، وقيل: «مَسك»؛ بفتح الميم؛ وهو الجلد؛ أي: قطعة من جلد فيه شعر، وذكر القاضي عياض: أنَّ فتح الميم هي رواية الأكثرين، وقال أبو عبيد وابن قتيبة: إنَّها «قُرضة من مَسك»؛ بقاف مضمومة، وضاد معجمة، و«مَسك»؛ بفتح الميم؛ أي: قطعة من جلد، وهذا كلُّه ضعيف، والصَّواب ما قدَّمناه، ويدلُّ عليه الرِّواية الأخرى المذكورة في الكتاب: «فرصة مُمَسَّكة»، وهي بضمِّ الميم الأولى، وفتح الثَّانية، وفتح السِّين المشدَّدة؛ أي: قطعة من قطنٍ أو صوفٍ أو خرقةٍ مطيَّبةٍ بالمسك، كما قدَّمنا بيانه، والله أعلم) انتهى، وقد ذكر هذه اللَّفظة ابن الأثير وابن قُرقُول قبله بما فيها من الاختلاف، وما قاله النَّوويُّ ملخَّصٌ حسنٌ.


[1] في (ج): (نقلت).