التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب كيف كان بدء الحيض

          قوله: (بَدْءُ الحَيْضِ): هو بهمز(1) (بدء)(2)؛ أي: ابتداء، كذا هو في أصلنا مهموز، والظَّاهر أنَّه يجوز فيه (بدوُّ)؛ كـ(قعودٍ)؛ أي: ظهور، لكنَّ الذِي في أصلنا مهموز. /
          قوله: (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ أَوَّلُ): (بعضُهم): لا أعرفه، وقد سمعتُ بعضَ الفضلاء في درسه فسَّره، ولكن الآن(3) لا يحضرني مَن هو، وقد ذكر النَّوويُّ في «تهذيبه» قولَ البخاريِّ، ولم يبيِّن مَن أراد، وكذا شيخُنا الشَّارح، [وقال بعض الحفَّاظ المتأخِّرين: (إنَّه ابن مسعود، كذا في «الطَّبرانيِّ» وغيرِه)، انتهى ما كتبه على نسخة من هذا التَّعليق](4).
          قوله: (كَانَ أَوَّلُ): هو برفع (أوَّل)، وكذا في أصلنا، ورأيت بخطِّ شيخنا الإمَام العلَّامة الأستاذ أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرُّعينيِّ الأندلسيِّ الغرناطيِّ ما لفظه: («كان» هنا يحتمل أنْ تكون ناقصةً، فيكون «أوَّل» الاسم، و«مَا»: مصدريَّة، و«عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ»: الخبر؛ التَّقدير: كان أوَّل إرسال الحيض كائنًا على بني إسرائيل، ويحتمل أن تكون تامَّةً، و«عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ»: متعلِّقٌ بـ«كان»؛ التَّقدير: وقع على بني إسرائيل(5) أوَّلُ إرسالِ الحيض)، انتهى.
          قوله: (وَحَدِيثُ النَّبِيِّ صلعم أَكْثَرُ): قال الدَّاوديُّ: (ليس في الحديث مخالفة لهذا القول؛ فإنَّ نساء بني إسرائيل من بنات آدم).
          فائدةٌ: روى مُحرِز بن عَبْد الله عنِ ابن المُسَيَّـِب قال: سمعت عُمر بن الخطَّاب يقول: سمعت رسول الله صلعم يقول: «أخبرني جبريل: أنَّ الله تَعَالَى بعثه إلى أمِّنا حوَّاء حين دميت، فنادت ربَّها: جاء منِّي دمٌ لا أعرفه، فناداها: لأُدمِيَنَّك وذُرِّيَّتك، ولأجعلنَّه لكنَّ كفَّارةً وطهورًا»، قال الدَّارقطنيُّ: (حديثٌ غريبٌ)، انتهى، ذكره النَّوويُّ في «تهذيبه» في (حوَّاء)، انتهى، وفي «مستدرك الحاكم» في (تفسير طه): (عن ابن عَبَّاس قال: لمَّا أكل آدمُ من الشَّجرة التي نُهِي عنها؛ قال الله تعالى: «ما حملك على أنْ عصيتَني؟» قال: يا ربِّ؛ زيَّنته لي حوَّاءُ، قال: «فإنِّي أعقبها(6) ألَّا تحمل إلَّا كُرْهًا، ولا تضع إلَّا كُرْهًا، ودميتها في الشَّهر مرَّتين»، فلمَّا سمعت بذلك حواءُ؛ رنَّت، فقال لها: عليك الرَّنَّة وعلى بناتك، صحيح)، انتهى، لَمْ يتعقَّبْه(7) الذَّهبيُّ في «تلخيصه».


[1] في (ب): (بهمزة).
[2] (بدء): سقط من (ب).
[3] (الآن): ليس في (ج).
[4] ما بين معقوفين ليس في (ج).
[5] زيد في (ب): (بل)، ثم زيد في النسخ: (كان)، ولعل حذفها هو الصواب.
[6] كُتِب فوقها في (أ): (كذا)، وفي «المستدرك»: (أعقبتها).
[7] في (ب): (ثم تعقبه).