التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فصلوا

          1212- قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العالمُ المشهورُ، شيخُ خراسان.
          قوله: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ): هو ابن يزيدَ الأيليُّ، تقدَّم مرارًا كثيرةً، وتُرجِم(1) [خ¦71]، وكذا (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّدُ بن مُسْلِم بن عُبيد الله بن عَبد الله بن شهاب، العَلَمُ الفَرْدُ.
          قوله: (خَسَفَتِ الشَّمْسُ): تقدَّم أنَّه يقال: خَسفَت، وكَسفَت، وغير ذلك مُطَوَّلًا، وتقدَّم متى خُسِفت، وهل تكرَّر ذلك أم لا [خ¦184] [خ¦1040].
          قوله: (وُعِدْتُهُ): هو بضمِّ الواو، وكسر العين، مبنيٌّ لما لم يُسمَّ(2) فاعله، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا): (يحطِم): بكسر الطَّاء؛ أي: يأكل بعضُها بعضًا، ومنه سُمِّيت {الْحُطَمَةِ}[الهمزة:5]؛ لأنَّها تأكل كلَّ شيء.
          قوله: (وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ): (لُحَيٌّ): بضمِّ اللَّام، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الياء؛ كـ(عُلَيٍّ) المُصغَّر، وظاهر هذا أنَّه هو الذي أبدعها، وفي بعض طرقه: (وهو أوَّل من سيَّب السَّوائب) [خ¦4624]، وقد ذكر المُفسِّرون قولَين في أوَّل مَن أبدعها وأخواتِها، قيل(3): جنادة بن عوف، وقيل: عمرو ابن لُحيٍّ.
          قوله: (سَيَّبَ السَّوَائِبَ): قال ابن قُرقُول: (ويُروَى: «السُّيوبَ»، كانوا إذا نذروا، قالوا: ناقتي سائبة تَسرَح؛ لأنَّها لا تُمنَع من ماءٍ، ولا من مَرْعًى، ولا يُنتَفع بها، وقيل: كانت النَّاقة إذا تابعت بين اثنتي عشرة أنثى ليس بينهنَّ ذكر، سُيِّبت، فلم تُركَبْ، ولم تُحلَبْ، ولم تُنحَر، ولم يُجزَّ وبرُها، ثمَّ ما تلده من أنثى تُبحَر، فتكون بحيرةً بنتَ السَّائبة).
          فرعٌ مِنْ فُرُوعٍ استُنْبِطَتْ مِن قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ}[المائدة:103]: لو ملك إنسانٌ(4) طائرًا أو صيدًا، وأراد إرسالَه مِن يده _كما يُصنَع في بلادنا؛ يدور شخصٌ ومعه عصافيرُ أو غيرها من الطَّير، ينادي(5) بصوتٍ عالٍ: مَن يُعتِق؟ مَن يُعتِق؟ ولا يصنعونه في بلادنا إلَّا في الطَّير_؛ فيه وجهان؛ أحدهما: الجواز، ويزول مُلكُه عنه، كما لو أعتق عبدًا، وهذا اختيار ابن أبي هريرة، والثَّاني وبه قال أبو إسحاق، والقاضي أبو الطَّيِّب، والقفَّال: لا يجوز ذلك، وهو الأصحُّ في «الشَّرح» و«الرَّوضة»(6)، ولو فعله عصى، ولم يخرج عن ملكه بالإرسال؛ لأنَّه يشبه سوائب الجاهليَّة، وبالقياس على ما لو سيَّب دابَّته، قال القفَّال: (والعوامُّ يسمُّونه عِتْقًا، ويحسبونه قُربةً، وهو حرام، ومِن حقِّه أن يُحترَز عنه...) إلى آخر كلامه، واختار صاحب «الإفصاح» وجهًا ثالثًا، وهو أنَّه إن(7) قصد بعتقه التَّقرُّب إ لى الله تعالى، زال مُلْكُه، وإلَّا فلا، والله أعلم.


[1] زيد في (ب): (عليه).
[2] (يسم): ليس في (أ).
[3] في (ج): (وقيل).
[4] في (ج): (السلطان).
[5] في (ج): (فينادي).
[6] في (ب): (في شرح الروضة)، وليس بصحيح، وانظر «الشرح الكبير» ░3/501-502▒، «روضة الطالبين» ░3/256▒.
[7] في (ج): (إذا).