التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن النبي كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه

          1136- قوله: (عَنْ حُصَيْنٍ): تقدَّم مرارًا أنَّ الأسماء بالضَّمِّ، والكُنى بالفتح، وهذا هو حُصَين بن عبد الرَّحمن السُّلَميُّ، أبو الهذيل الكوفيُّ، تقدَّم بعضُ ترجمتِه [خ¦595].
          قوله: (يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ): هو بالشين المعجمة، والصَّاد المهملة، قال الحربيُّ: (يستاك عرضًا)، وهو قول أكثر أهل اللُّغة، وقال وكيع: (الشَّوص: بالطُّول، والسِّواك: بالعرض، وعرض الفم: من الأضراس إلى الأضراس)، وقال ابن حبيب: (الشَّوص: الحكُّ)، وقال ابن الأعرابيِّ: (الشَّوص: الدَّلك، واللَّوص: الغسل)، قاله برمَّته ابنُ قُرقُول، وقد تقدَّم [خ¦245] [خ¦889].
          سؤالٌ: إن قلتَ: ما وجه دخول حديث حذيفةَ في هذه الترجمة ومضمونها طول قيام اللَّيل، وحديث حذيفة إنَّما فيه: أنَّه كان يشوص فاه بالسِّواك إذا قام للتَّهجُّد؟
          قال ابن المُنَيِّر: (قد استشكله ابن بطَّال حتَّى عدَّ ذِكرَهُ فيها مِن غلط النُّساخ، أو لأنَّ البخاريَّ ☼ اختُرِم قبل تنقيح كتابه، ويَحتمل عندي _والله أعلم_ أن يكونَ في الحديث إشارةٌ إلى معنى التَّرجمة من جهة أنَّ استعمال السِّواك حينئذٍ يدلُّ على مناسبةٍ من إكمال الهيئة والتَّأهُّب للعبادات، وأخذ النَّفْس حينئذٍ بما تُؤخَذ(1) به / في النَّهار، وكان ليله ╕ نهارًا، وهو دليل طول القيام فيه؛ إذ النَّافلة المُخفَّفة لا يَتهيَّأ لها(2) هذا التَّهيُّؤَ الكاملَ) انتهى، والله أعلم.


[1] في (ب): (يوجب)، وهو تحريف.
[2] في (ب): (بها).