التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان النبي إذا قام من الليل يتهجد

          1120- قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابنُ عُيَينة الإمامُ، مشهورُ الترجمةِ.
          قوله: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ): هو سليمان بن أبي مسلم الأحول المكِّيُّ، عن أبي سلمة وطاووسٍ، وعنه: شعبةُ وابنُ عُيَينة، وثَّقه ابنُ مَعِين وجماعةٌ، أخرج له الجماعة.
          قوله: (أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ): (القيِّم): من صفاته تعالى، وقيِّم، وقيَّام، وقيُّوم: قائم، ومنه قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}[الرَّعد:33]، قال الهرويُّ: (ويقال: قوَّام)، قال ابن عبَّاس: (القيُّوم: الذي لا يزول)، وقال غيره: (هو القائم على كلِّ شيء)؛ ومعناه: مدبِّر خلقِه، وهما سائغان في تفسير الآية.
          قوله: (أنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ): قال الخطَّابيُّ في تفسير اسمه (النُّور): (معناه: الذي يُبصِر بنوره ذو العماية، وبهدايته يَرشد ذو الغواية)، قال: (ومنه: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النُّور:35]؛ أي: مُنوِّرهما)، قال: (ويحتمل أن يكون معناه: ذو النُّور، ولا يصحُّ أن يكون النُّور صفةَ ذاتِ الله تعالى، وإنَّما هو صفة فعلِه، أي: هو خالقه)، وقال غيره: (معنى: {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النور:35]: مُدبِّر شمسها وقمرها ونجومها)، والله أعلم.
          قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ): أمَّا (سفيان)؛ فهو ابن عُيَينة المذكور في السند غيرَ منسوبٍ(1)، وهذا تعليقٌ مجزومٌ به، فهو صحيحٌ إلى سفيان، وأمَّا (عبد الكريم أبو أميَّة) فهو عبد الكريم بن أبي المخارق _واسم أبي المخارق: قيس، فيما قيل، ويقال: طارق_ البصريُّ المُؤدِّب، عن أنس، والحارث الأعور، وسعيد بن جُبَير، وعنه: مالك والسُّفيانان، وكان من أعيان التابعين، ضعَّفه أحمدُ وغيرُه، مات سنة ░127هـ▒، وقد روى له البخاريُّ تعليقًا هنا، وليس له عنده سواه، وأخرج له مسلمٌ متابعةً، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، له ترجمةٌ في «الميزان»، وليس هو بمُطَّرَح؛ لكونه علَّق له البخاريُّ، وروى له مسلم متابعةً، والله أعلم.
          قوله: (وَزَادَ...) إلى آخره: يعني: أنَّ عبد الكريم زاد عن طاووس هذه الزِّيادة.
          قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ طَاوُوسٍ): إنَّما أتى البخاريُّ بهذا؛ لأنَّ سليمان بن أبي مسلم في السَّند رواه عن طاووس بـ(عن)، وإن كان سليمان هذا لم أر مَن قال: إنَّه مُدَلِّس، إلَّا لأجل الخلاف الذي ذكرتُه في العنعنة مطلقًا، والله أعلم.


[1] (منسوب): سقط من (ب).