التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل

          قوله: (بَابُ عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ الرَّأْسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ): اعلم أنَّ ظاهر الحديث: أنَّ مَن لم يجمع بين الأمور الثلاثة؛ وهي الذِّكر، والوضوء، والصَّلاة؛ فهو داخل فيمن يصبح خبيثَ النَّفس كسلانَ، ذكره النَّوويُّ، وهو ظاهرٌ، ثمَّ قال بُعيدَه: (واعلم أنَّ البخاريَّ بوَّبَ لهذا الحديث...)، فذكر الباب، ثمَّ قال: (فأنكر عليه المازريُّ وقال: «الذي في الحديث أنَّه يعقد على قافية رأسه وإن صلَّى بعده، وإنَّما تُحَلُّ عقدُه بالذِّكر، والوضوء، والصَّلاة»، قال: «ويُتَأوَّل(1) كلامُ البخاريِّ: أنَّه أراد أنَّ استدامة العَقْد إنَّما تكون على مَن ترك الصَّلاة، وجعل / مَن صلَّى وانحلَّت عُقَدُه كمَن لم يُعقَد عليه؛ لزوال أثره») انتهى لفظه في «شرح مسلم».
          قوله: (عَلَى قَافِيَةِ الرَّأْسِ): قال ابن الأثير: (القافِية: القَفَا، وقيل: قافية الرَّأس: مُؤخَّره، وقيل: وسطه، أراد تَثْقيله في النَّوم وإطالتِه، فكأنَّه قد شدَّ عليه شِدَادًا، وعَقَده(2) ثلاث عُقَد، والله أعلم) انتهى، وقيل: هو على ظاهره، وإنَّ الشَّيطان يفعل ذلك نحو ما يفعله السَّواحر من عَقْدِها ونَفْثِها.


[1] في (ب): (ويتناول)، وليس بصحيح.
[2] في (ج): (وعقد).