التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قيام النبي حتى ترم قدماه

          قوله: (حتَّى تَرِمَُ(1) قَدَمَاهُ): (ترم): هو بالرَّفع في أصلنا بالقلم، وعليه: (صح) في الحديث، وكذا في الترجمة مَرْفوعٌ، ولم يصحَّح عليه، وعُمِلَ على (ترم) في التَّرجمة علامةُ رواتِها.
          واعلم أنَّ (حتَّى) تكونُ جارَّةً بمنزلة (إلى) في الانتهاءِ والغايةِ، وتكونُ عاطفةً بمنزلة الواو، وقد تكون حرفَ ابتداءٍ يُستَأنَفُ بها الكلام؛ كما قال جَريرٌ: [من الطويل]
فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمجُّ دِمَاءَهَا                     بِدِجْلةَ حتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ
          فإن أدخلْتَها على الفعل المستقبَل _كالذي نحن فيه (حتَّى ترم)_؛ نصبتَه بإضمار (أنْ)، تقول: (سِرتُ إلى الكوفة حتَّى أدخُلَها)؛ بمعنى: إلى أن أدخلها، فإن كنتَ في حالِ دخولٍ؛ رفعتَ، وقُرِئ: {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} و {يَقُولَ}[البقرة:214]: فمَنْ نَصَبه؛ جعلَه غايةً، ومَن رَفَع؛ جعلَه حالًا، بمعنى: حتَّى الرَّسولُ هذه حالُه، وقد قرأ نافعٌ بالرَّفع، والباقون بالنَّصب، وكذا الذي نحن فيه يجوز فيه الوجهان، [و(ترم) معناه: تنتفخ].
          قوله: (حَتَّى تَفَطَّرَ): هو محذوف إحدى التَّاءين؛ أي: تتفطَّر: تتشقَّق. /


[1] في (ب): (تورم) في الموضعين، وليس بصحيح.