التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب

          قوله: (بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ): (العابر): اسم فاعلٍ مِن (عَبَر)، فاستعمل هنا لغةَ القرآن، وقد تَقَدَّمَ أنَّه قال في أوَّل هذا: (كتاب التعبير)، فاستعمل الأخرى، ولغةُ القرآن أفصحُ [خ¦91/1-10366]، وقوله: (إذا لم يُصِب): هو بضَمِّ أوَّله، وكسر الصاد، رُباعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
          وفي هذا التبويب مع الحديث ردٌّ على الحديث الذي فيه: (الرؤيا لِأَوَّلِ عابرٍ على رِجْل طائرٍ)؛ يعني: أنَّها على رِجلِ قَدَرٍ وقضاءٍ ماضٍ مِنْ خيرٍ أو شرٍّ، وأنَّ ذلك هو الذي قَسَمَه اللهُ لصاحبها، مِن قولهم: اقتسَموا دارًا فطار لهم سهمُ فلانٍ في ناحيتها؛ أي: وقع سهمُه وخرج، وكلُّ حركةٍ مِن كلمةٍ أو شيءٍ تجري لك؛ فهو طائرٌ، والمراد: أنَّ الرؤيا هي التي يُعَبِّرُها المُعَبِّر الأوَّل، فكأنَّها كانت على رِجل طائرٍ، فسقطتْ ووقعتْ حيث عُبِّرَت؛ كما يسقط الذي يكون على رِجلِ طائرٍ بأدنى حركةٍ، وهذا الحديثُ ذكره أبو داود، والتِّرْمِذيُّ، وابن ماجه، قال التِّرْمِذيُّ: (حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)، وفي سنده: وكيع بن عُدس عن عمِّه، لا يُعرَف، تفرَّد عنه يعلى بن عطاء.