التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب رؤيا إبراهيم عليه السلام

          قوله: ({إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}[يوسف:4]): هي حرثان والطَّارق؛ وهو النَّجم الذي يُقال له: كوكب الصُّبح، وقيل: رأى إخوته وأبويه، فكنَّى، وكرَّر {رَأَيْتُ}، توكيدًا، أو الأوَّل للنزول، والثَّاني للسجود، وهو فعلُ العقلاء، فجمعَهم جمعَهم، والله أعلم.
          قوله: (فَاطِرٌ وَالبَدِيعُ وَالمُبْتَدِعُ وَالبَارِئُ وَالخَالِقُ وَاحِدٌ): كذا في أصلنا: (المُبتَدِع)، وفي نسخةٍ أخرى: (والمُبدِع)، وكذا في أصلنا: (البَارِئ)، وفي نسخةٍ: (والبادئ)؛ بالدَّال، قال في «المطالع»: («الفاطر، والبديع، والمُبْدِع، والبادئ، والخالق واحد»: كذا عند أبي ذرٍّ وبعضهم، وعند أبي الهيثم، والأصيليِّ، وآخرِين: «والبارِئ _بالرَّاء_ واحدٌ»، وهو أشبه وأصحُّ إن شاء الله)، انتهى، وقوله: (والبادئ): ينبغي أن يكون بالهمز أيضًا مع الدَّال؛ ليكون بمعنى الألفاظ التي ساقها، ويكون من الثُّلاثي المهموز، وفيه لغةٌ أُخرى: رُباعيٌّ مهموز، وكلاهما في القرآن، ويَحتمل أن يكون غيرَ مهموزٍ: (البادي) ويكون قد فسَّر: {وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ}[يوسف:100]؛ فلا تُهمَز، والله أعلم، لكن يُعكِّر عليه (واحدٌ)؛ لأنَّ غيرَ المهموز ليس من هذه المادَّة، وقد يدلُّ على أنَّه غير مهموز: أنَّ في نسخة: (فاطر، والمُبتدِع، والمُبدِع، والبارئ، والخالق واحدٌ، {مِّنَ الْبَدْوِ}: بادِيةٍ)، انتهى، والله أعلم، وقوله: (وَاحِدٌ): ممنوعٌ عند المُحقِّقين، والله أعلم.
          قوله: (مَا أُمِرَا بِهِ): مبنيٌّ لِمَا لمْ يُسَمَّ فاعلُه.