التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك

          قوله: ({وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ}[يوسف:36]): أي: عليه، وتأويله: حَصَلَ معه، و(الفَتَيَان): ساقِي الملكِ وخَبَّازُه، ولا أعرف اسمَيهما.
          قوله: ({أُمَّةٍ}[يوسف:45]: قَرْنٍ(1)): هذه القراءة العامَّة، وهي بضَمِّ الهمزة، وتشديد الميم، وبالتَّاء، و(القَرْن): قد اختُلِف فيه على أقوال ذكرتُها في (مناقب الصَّحَابة) [خ¦3650].
          قوله: (وَتيـُقْرَأُ: ▬أَمَهٍ↨: نِسْيَانٍ): (أَمَهٍ)؛ بفتح الهمزة، وبالميم المُخَفَّفة، ثمَّ هاء، لا تاء، وقد قرأها بعضُ فضلاء القاهرة من النُّحاة بالتَّاء فردُّوا عليه لمَّا كنتُ بالقاهرة الرِّحلةَ الثَّانيةَ، و(الأَمَهُ): النِّسيان، كما قال، وهذه قراءةُ ابنِ عَبَّاس، كذا عزاها الجوهريُّ إليه، وقد رأيتُ في «إعراب» الإمام شهاب الدين السَّمين القاهريِّ قال: (وقرأ الأشهبُ العُقَيليُّ بكسر الهمزة، وفسَّرها بالنِّعمة؛ أي: بعدَ نِعمةٍ أنعمَ بها عليه، وهي خَلاصُه مِن السِّجنِ، ونجاتُه مِن القتل)... إلى أن قال: (وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ، وزيدُ بنُ عليٍّ، وقَتادةُ، والضَّحَّاكُ، وأبو رجاءٍ: ▬أَمَهٍ↨؛ بفتح الهمزة، وتخفيف الميم، وهاء مُنَوَّنة؛ مِنَ الأَمَهِ، وهو النِّسيانُ، يُقال: أمَه يأْمَهُ أَمَـْهًا؛ بفتح الميم وسكونها، والسكونُ غيرُ مَقيسٍ) _ذكر الثَّعلبيُّ في «تفسيره» عن عكرمةَ أنَّه قرأ بما قرأ به ابنُ عَبَّاسٍ والضَّحَّاكُ: ▬أَمَهٍ↨_ قال السَّمينُ: (وقرأ مجاهد، وعكرمة، وشُبَيل بن عَزْرة: ▬بَعْدَ أَمْهٍ↨؛ بسكون الميم، وقد تَقَدَّمَ أنَّه مصدرٌ لـ «أَمَهَ» على غيرِ قياسٍ، قال الزَّمخشريُّ: «ومَن قرأ بسكون الميم؛ فقد خُطِّئ»، قال الشيخ _يعني: العلَّامة الأستاذ أبا حيَّان_: «وهذا على عادته في نسبة الخطأ إلى القرَّاء»، قلتُ: لم ينسب هو الخطأَ إليهم، ولكن حكى أنَّ بعضَهم خطَّأَ هذا القارئ...) إلى آخره. /


[1] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (قرنٌٍ).