التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب عمود الفسطاط تحت وسادته

          قوله: (بَابُ عَمُودِ الفُسْطَاطِ تَحْتَ وِسَادَتِهِ): كذا في أصلنا، ولم يذكر فيها حديثًا، وكذا في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، وبعد هذه التَّرجمة في الأصلين: (بَابُ الإستربق ودخول الجنَّة في المنام)، وذكر فيها حديث ابن عمر ☻: (رأيتُ كأنَّ في يَدِي سَرَقَةً من حرير...)، الحديث [خ¦7015]، وكأنَّه لمَّا كانتِ الترجمة الأولى مندرجةً في حديث التَّرجمة الثانية، لم يذكر فيها حديثًا، وذكره في الثانية، هذا على ما في أصلينا، وأمَّا ابنُ المُنَيِّر، فإنَّه ذكر في «تراجمه»: (باب الفسطاط تحت وسادته ودخول الجنَّة في المنام)، وذكر فيها حديث ابن عمر ☻ بغيرِ إسنادٍ، ثمَّ قال: (روى غيرُ البُخاريِّ هذا الحديثَ بزيادة: «عمود الفسطاط، ووضع ابن عمر له تحت الوسادة»، ولكن لم توافق الزِّيادةُ شرطَه، فدَرَجَها في التَّرجمة نفسِها، والله أعلم)، انتهى، وقال شيخُنا: (قلتُ: كأنَّه رأى أنَّ حديثَ السَّرَقة أكملُ ممَّا ذكره في «كتابه»، وفيه: أنَّ السَّرَقَة مضروبةٌ في الأرض على عمودٍ كالخِباء، وأنَّ ابنَ عمرَ اقتلعها مِن عمودها، فوضعها تحت وسادته، وقام هو بالسَّرَقة يُمسِكُها، وهي كالهودج مِن إستبرق، فلا ينوي مكانًا من الجنَّة إلَّا طارت إليه، ولم يرضَ سندَه بهذه الزِّيادة، فلم يذكره، وأدخله في «كتابه» من طريقٍ وَثِقَهُ، وقد فعل في «كتابه» مثل هذا كثيرًا...) فذكر بعضَ الأماكن مثلَ ذلك، ثمَّ قال: (كذا أجاب به المُهلَّب)، انتهى، وقد رأيتُ أنا حديثًا، فلعلَّ البُخاريَّ أراده، رأيتُه في «زوائد المعجمين الأوسطِ والصغيرِ للطَّبرانيِّ» إفرادُ شيخِنا الحافظ نور الدين الهيثميِّ مِن حديث عبد الله بن عَمرو ☻: أنَّه صلعم قال: «رأيتُ في المنام أنَّهم أخذوا عمود الكتاب، فعمدوا به إلى الشَّام، فإذا وقعت الفتن، فالآمن الشَّام»، ثمَّ قال: (لم يروه عن أيُّوب إلَّا مَعمر، ولا عنه إلَّا مُحَمَّد بن ثور، تفرَّد به مُؤمَّل)، قاله الطَّبَرانيُّ، _كتب بعضُ حُفَّاظ العَصْرِ تجاه ذلك ما لفظه: (أكثرَ ابنُ عساكر في مقدِّمة «تاريخ دمشق» مِن تخريج هذه الأحاديث وتطريفها)، انتهى_ ونحوه في «المستدرك» في (الفتن والأهوال)، وقال: (على شرط البُخاريِّ ومسلم)، ورأيتُ في «تذكرة القرطبيِّ» حديثًا عزاه إلى «البزَّار» من حديث أبي الدَّرداء: (قال رسولُ الله صلعم: «رأيتُ عمود الكتاب احتُمِل من تحت رأسي، فظننتُ أنَّه مذهوبٌ به، فأتبعتُه بصري، فعُمِد به إلى الشام، ألا وإنَّ الإيمان حين تقع الفتنُ بالشَّام»، خرَّجه أبو بكر النَّجَّاد، وقال: «عمود الإسلام»، قال أبو مُحَمَّد عبد الحقِّ: «هذا صحيح»)، انتهى.
          قوله: (بَابُ عَمُودِ الفُسْطَاطِ): تَقَدَّمَ الكلام على (الفسطاط) بلغاته، وما هو [خ¦969].