البيان عما اتفق عليه الشيخان

حديث: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم

          561- أنسٌ قال:
          لمَّا كان يومُ حُنَينٍ؛ أقبَلَت هَوازِنُ وغَطَفانُ وغيرُهم بذراريهم ونَعَمِهِم، ومع النبيِّ صلعم يومَئذٍ عَشَرةُ آلافٍ، ومعه الطُّلَقاء، فأدبروا عنه حتَّى بقيَ وحدَه، فنادى يومَئذٍ نداءينِ لم يخلِط بينهما شيئًا، قال: التفَتَ يمينَهُ، فقال: / «يا معاشرَ الأنصار»، قالوا: لبَّيكَ يا رسول الله؛ نحن معك، أبشِرْ، ثم التفت يسارًا، فقال: «يا معشرَ الأنصار»، قالوا: لبَّيكَ يا رسول الله؛ أبشِرْ، نحن معك، قال: وهو على بَغْلةٍ بيضاءَ، فنزل، فقال: «أنا عبد الله ورسولُه»، فانهزم المشركون، وأصاب رسولُ الله صلعم غنائمَ كثيرةً، فقَسَمَها بين المُهاجرين / والطُّلَقاء، ولم يُعطِ الأنصارَ شيئًا، فقالتِ الأنصارُ: إذا كانت الشِّدَّةُ؛ فنحن نُدعى، وتُعطى الغنائمُ غيرَنا! فبلغه ذلك، فجمَعَهم في قُبَّةٍ، فقال: «يا معشرَ الأنصار؛ ما حُدِّثْتُ بَلَغني عنكم؟»، فسكتوا، فقال: «يا معشر الأنصار؛ أمَا ترضَون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمَّدٍ تَحُوزونَه إلى / بُيُوتكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، رضينا، فقال: «لو سلك الناس واديًا وسلكتِ الأنصار شِعْبًا؛ لأخذتُ شِعْب الأنصار». قال هشامٌ _وهو ابن زيدٍ_ فقلت: يا أبا حمزة؛ أنت شاهدٌ ذلك؟ قال: وأين أغيب عنه؟! أخرجاه. [خ¦4337]