البيان عما اتفق عليه الشيخان

حديث: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعةً وتسعين نفسًا

          33- أبو سعيدٍ:
          أنَّ نبيَّ الله صلعم قال: «كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفْسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهبٍ، فأتاه، فقال: إنَّه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتله، فتكمَّل مئة. ثمَّ سأل عن أعلم أهل الأرض / ، فدُلَّ على رجلٍ عالِمٍ، فقال: إنَّه قد قتل مئة نفسٍ، فهل له من توبةٍ؟ قال: نعم، ومن يحولُ بينه وبين التوبة؟! انطلِقْ إلى أرض كذا وكذا؛ فإنَّ بها ناسًا يعبدون الله، فاعبُدِ الله معهم، ولا ترجعْ إلى أرضك، فإنَّها أرضُ سوء؛ فانطلق حتَّى إذا كان نصفَ الطريق؛ أتاه الموتُ، فاختصمت فيه ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذاب؛ فقالت ملائكةُ الرحمة: / جاءنا تائبًا مقبِلًا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكةُ العذاب: إنَّه لم يعملْ خيرًا قطُّ، فأتاهم ملَكُ الموت في صورة آدميٍّ، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأَرْضَيْنِ أيُّهما كان أدنى؛ فهو له، فقاسوا، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة».
          وفي رواية نحوُه: «فلمَّا كان في بعض الطريق؛ أدركه الموتُ، فنَاءَ بصدره نحوَها»، وفيه: «فكان / إلى القرية الصالحة أقربَ منها بشِبْرٍ، فجُعِل مِن أهلها».
          وفي رواية نحوُه، وزاد: «فأوحى الله إلى هذه القرية: [أن] تباعَدِي، وإلى هذه: أن تقرَّبي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقربَ بشِبْرٍ». أخرجاه. [خ¦3470]